نعم هذه الحقيقة، لا يفهم من كلامي أني ألتمس العذر لحكومة تميم؛ ولكنها تحولت إلى محكومة فهي كمجير أم عامر ولعل الضبعة أكثر وفاء من جماعة الإخوان المسلمين. أخطأ حمد حينما أراد التّقوي بالإخوان المتأسلمين لصنع دولة قوية ومحورية واستثمار شعبيتهم التي حصلوا عليها في غفلة من الزمن وأهله؛ مستغلين الدين الذي هو منهم براء، قربهم بل خرطهم في مفاصل الدولة وتركيبتها؛ معتمدا أيديولوجيتهم فجعل القرضاوي مفتيا وهي أعلى سلطة دينية. أقصى القطريين وأدنى شذاذ الآفاق الإخوان صاروا هم المستشارين وأهل الحل والعقد بل وضعهم في سدة الأمن والاستخبارات، فمُكنوا وتمكنوا. بعد أزمة قطع العلاقات هم الذين أداروا الأزمة وظهرت تحالفاتهم المعروفة عنهم مع إيران (شقيقة الإخوان أيديولوجيا)، وبدأت ولادة الدولة الإخوانية، تحرك الإخوان باتجاه داعمهم لحماية هذا المولود غير الشرعي، وكان الاتفاق على إنشاء قواعد عسكرية لحماية هذه الدولة من أبناء قطر. فمعلوم أنه من غير الوارد استخدام دول المقاطعة القوة العسكرية ضد ما يسمى قطر سابقاً، ولو أرادت فالتاريخ والجغرافيا لا يساعدان دولا لا تقع في الجوار على حمايتها. سيزداد ضغط دول المقاطعة، سيزداد الوضع سوءاً داخل إخوانستان. دول المحور الداعمة لقطر تعاني اقتصاديا وأمنيا وعليه فلن تقدم شيئاً. سيفيق الشعب القطري ويعرف أن «كلنا تميم» لا تؤكل خبزا، سيثور، ستردعه حكومة إخوانيا لسبب بسيط أن الفكر الإخواني التكفيري التفجيري لا يقيم وزناً للإنسان ولا للدماء ولا الأشلاء ولا المجاعات؛ والدليل ضحايا هذا الفكر على امتداد العالم. سيضاف ملف آخر إلى ملفات المنظمات الإنسانية، هذا هو السيناريو القادم. لا أقول إن طباخ السم سيذوقه لا هو الآن يتجرعه، فلا تنتظروا للأزمة انفراجا فقد تمكنت أم عامر.