لم يشهد تاريخ المنطقة منذ مئات السنين مقامرة سياسية سوداء بحجم مقامرة نظامي قطر وإيران بأرواح الفلسطينيين وقضيتهم بعد تبني هذا الثنائي لجماعة حماس «الإخوانية» ودعمها بكافة السبل للانقلاب على السلطة الشرعية الفلسطينية والاستيلاء على غزة ومن ثم تحويل سكانها الأبرياء إلى دروع بشرية لزعامات حماس. حال قطاع غزة مع القصف الإسرائيلي الذي يأتي عادة كرد مباشر على عمليات حماس، تشبه إلى حد كبير قيام شخص باختطاف فتاة، ثم التحرش بثكنة عسكرية لتلقي نيرانها مستخدما الفتاة كدرع لحمايته، فالخاطف هنا حماس والفتاة غزة وشعبها المغلوب على أمره، أما في العاصمة القطريةالدوحة كما في طهران فيجتمع كبار البطون من قيادات حماس، وهم يقهقهون حول موائد تحمل ما لذ وطاب من الطعام، موجهين صبيانهم لفتح باب جهنم على الفلسطينيين، عبر إطلاق ألعاب نارية يسمونها صواريخ على المواقع الإسرائيلية، لتُقصف غزة، ويُقتل الشيوخ والأطفال والنساء، ثم يخرج الحمساويون عبر الفضائيات منددين وطالبين الدعم والأموال لنجدة الشعب الفلسطيني قبل أن يعودوا إلى موائدهم سالمين، فيما العالم أجمع يتفرج على معاناة شعب أعزل لا يملك أية وسيلة للدفاع عن نفسه! كل ما يحدث للفلسطينيين منذ تسلط (حماس) عليهم يؤكد أن العدو الأول لهم بعد إسرائيل هو «قطر وإيران»، اللذان يستخدمان علبة ثقاب لحرقهم اسمها «حماس» لأهداف سياسية بحتة.. تأخر العالم عن إنقاذ الأبرياء حتى وصل الوضع إلى مأساة لا يمكن علاجها، بعد أن تُركت «حماس» تتلاعب بمصير وقضية الشعب الفلسطيني. السؤال الآن لماذا دفعت قطر وحلفاؤها أمس الأول (حماس) لقصف مواقع اسرائيلية واستدعاء رد فعل تل أبيب المتمثل في قصف غزة؟ الإجابة بكل وضوح هي مجرد محاولة دنيئة ومقامرة سياسية جديدة من النظام القطري لفك الخناق عنه بعد المقاطعة الخليجية التي فتحت ملفات محاسبته دوليا على ملفه الأسود في دعم الإرهاب، ذلك لأنه في أمس الحاجة اليوم إلى لفت أنظار العالم باتجاه آخر، حتى وإن كان على حساب أرواح ودماء شعب أعزل لا حول له ولا قوة. القطريون والإيرانيون سيستغلون الحدث لإطلاق تصريحات تزعم التعاطف مع الفلسطينيين، لكن شعب غزة وحده هو من يعرف أنه ضحية هذا الثنائي التآمري.