لا ندري إن كانت السلطة الحاكمة في قطر قد فكرت في لحظة من اللحظات كيف سيحاكمها التأريخ إن هي استمرت في تحويل قطر إلى أرض معزولة لا تسير عليها سوى أقدام الغرباء الذين زينوا لها طريق الشر في البداية، وبعد أن غرقت جاؤوا بذريعة مساعدتها وحمايتها، بينما هم في الحقيقة يريدونها محطة أو حامية للانطلاق منها صوب الأهداف التي رسموها بغية تنفيذ مخطط لحلم شيطاني يراودهم. هل فكر تميم ووالده ماذا ستقول عنهما الأجيال القادمة في قطر عندما تقرأ تأريخ هذه المرحلة المشوهة المخجلة في تأريخ السياسة القطرية، التي جعلت اسم قطر مرادفاً للخيانة والغدر والإرهاب والمؤامرات التي استنزفت ثروة وطنهم وخيراته في أرصدة الأفاقين والمرتزقة والجانحين والخائنين لأوطانهم وبارونات الإرهاب، وهل أدركا أنهما اللذان أضاعا قطر وأتعباها وسلخاها من جسدها الخليجي العربي الأصيل وسلماها إلى الأغراب المليئة قلوبهم بالضغينة والحقد والكراهية للعرب ودول الخليج بصفة خاصة لأنها تتربع على عرش الاستقرار والتنمية والتحديث والرخاء، وأكبرها هي التي تحتضن الحرمين الشريفين ومقدسات المسلمين وتقود العالم الإسلامي والعربي في وجه الاختراقات والتدخلات ومخططات التمزيق والتشتيت. ماذا سيقول حمد وتميم للأجيال القطرية التي ستعرف أن ماضي وطنها كان في وقت من الأوقات غير مشرف، وأن الوطن كان يدار بالغرباء السيئين، جيشاً وأمناً وتعليماً وثقافةً وإعلاماً وسياسةً واقتصاداً، وأن المواطنين القطريين الأصلاء كانوا أغراباً في وطنهم، وأن الأرض والمصير كان بأيدي أولئك الغرباء الذين احتضنتهم شلة الحكم لتسميم علاقات قطر بكل أشقائها. كيف لو فتح طالب قطري في مدرسته بعد سنوات صفحات تأريخ وطنه ليجدها مكتوبة بالفارسية أو التركية أو العبرية؟؟ كيف يا شيخ تميم. كيف يا شيخ حمد؟؟ [email protected]