إن من يستمع لخطاب الأمير تميم حين تولى مقاليد الحكم في بلاده والذي تحدث فيه عن الالتزام القطري يجده يقول:( إن قطر دولة تحترم التزاماتها الاقليمية والدولية حتى الشفوية منها!! ثم يقول: نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيها لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا من المسلمات في قطر وعند من يتعامل معنا فنحن أصحاب رؤية وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون) وإذا استعرضنا ما فعلته قطر في سبيل ذلك التعاون والالتزام والتضامن مع أشقائها العرب نصدم بكمية الدماء العربية التي أسالها التمويل القطري للإرهاب والتخطيط لإلحاق الضرر بالأشقاء بكل طريقة ممكنة بدءاً من مد يده وأمواله لكل الأكف المجرمة في إيران أو غيرها من المسخرين لهم بالمال من مواطني تلك الدول السعودية مصر البحرين ليبيا تونس اليمن. أوبعد هذا صدمة؟! يبدو أن الأيام حبلى بالكثير من الصدمات من جانب التدخلات القطرية التي لا مبرر لها سوى حلم أهوج ببسط النفوذ والتوسع لكي تحقق لنفسها مركزا عالميا تصبو إليه، ولكنها أخطأت الطريق فتاهت وتوهت، وكل ما نرجوه من الله أن تعي قطر حجم الشرر الذي تعمدت أن تشعله في كل مكان، وأن تعي أن مالها لن يشتري لها المكانة التي تحلم بها، وها هي الأيام تثبت لها الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها فالنتيجة جاءت معاكسة لتوقعاتهم، فهاهي توصم اليوم بأنها الدولة الراعية للإرهاب بل والزارعة له في كل زاوية. أما الأسوأ فهو ما لجأت إليه مؤخراً حين بدأت تسلم قطر بالتدريج لمن يرى أنها ستكون اللقمة السائغة الأولى في طريق تحقيق أحلامه، فقطر اليوم دولة محتلة تستوطنها أحلام الطامعين، الأتراك أو غيرهم، يغذيها الإخوان الذين تحتضن قطر بعض رؤوسهم التي وجدت في طيها لقطر خطوة جبارة لصالحهم، وهناك ايران التي تحمل حلم الإمبراطورية الفارسية. والغريب في الأمر أن قطر التي كانت مشغولة ببناء نفسها من الداخل لم تدرك أنها تخطط في الوقت نفسه لهدم كل ما تبنيه لقطر وللمواطن القطري!! ويدعي حكامها أنهم يرفضون التوجيه من الخارج ثم نراهم في مواقف ضعيفة يعلنون فيها للعالم أنهم يطلبون التدخل الخارجي وهذا ما حدث عندما طلبوا التوجيه من تركيا عن طريق عرض المطالب الخليجية على طرف لا صلة له بالأمر!! أو هو في الحقيقة له صلة مباشرة بالإخوان الذين زرعتهم قطر في حضنها. فكيف تضحي الحكومة القطرية بمكانتها وسيادتها وبشعبها مقابل وهم سلطوي غريب يطعن في خاصرة أقرب المقربين لها وكل ذلك يبرر ما نراه فيما يسطره رجال الإعلام القطري في وسائل التواصل، فهم كمن ابتلع شوكة لا يستطيع إخراجها ولا بلعها، فهم لا يجدون ما يكتبونه غير تعليقات وتساؤلات سطحية جداً على بعض الأحداث أو المفاخرة بكمية الطعام في أسواقهم وكأن هدف المقاطعة هو التجويع!! ولهذا تأتي تعليقاتهم مثيرة للشفقة فقد أسقط في يدهم ولا يدرون ماذا يقولون.