حتى في لحظة الحقيقة تصر قطر على المضي في هلوساتها، بدلاً من فرك عينيها جيداً ورؤية الواقع المؤلم الذي فرضته على الشعب القطري بسياساتها الهوجاء، فقد جاء بيان وزارة الخارجية القطرية عقب إعلان قطع العلاقات هزليا مضحكا لما يحمله من استخفاف بإدراك كل الذين يتابعون السياسة القطرية ويعرفون ممارساتها التخريبية الموثقة بالأدلة الدامغة، البيان يتحدث باستغراب عن قرارات المقاطعة ويصفها بأنها غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، ويؤكد أن قطر تعرضت لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، مما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة. ويضيف البيان أن اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على قطر. هل رأيتم في كل الأزمات السياسية دولة غارقة في الخطأ ومدانة بما لا يحصى من الأدلة والبراهين، ومقبلة على واقع شديد السوء لا تسعفها إمكاناتها المتواضعة جدا على تحمله لأيام معدودة، وبدلا من البحث عن طوق نجاة وفرصة إنقاذ تختار الكذب والمغالطة واستحضار خطاب مهترئ معاكس للحقائق التي يعرفها القريب والبعيد. إذاً، وبحسب بيان الخارجية القطرية فإن كل ما اقترفته قطر على مدى أكثر من عشرين عاما ليس إلا مزاعم وادعاءات وافتراءات وفبركة تنم عن نوايا مبيتة لفرض الوصاية عليها، ولا ندري ماذا كان سيقول أمير قطر لو استمر في خطابه الذي تم قطعه على قناة الجزيرة بعد لحظة من بدايته، ربما كنا سمعنا العجب العجاب الذي يحرق أي فرصة محتملة لانتشال قطر من نتيجة سوء أفعالها. خلال يوم واحد فقط ارتبك كل شيء في قطر وساءت أحوالها بشكل مؤلم لكل محب للشعب القطري الشقيق، ونعرف أن استمرارها لوقت قصير في هذا الحال سيكون كارثيا، حقيقةً لا مبالغة. كل أشقاء قطر كانوا يتفادون الوصول إلى هذه القرارات لكن ماذا يفعلون إزاء رعونتها وغدرها المتواصل بهم. الحل لدى القطريين ولا أحد سواهم، وهو حل واحد لا ثاني له، أن تتخلى قطر وبشكل كامل وعملي وفوري عن كل الأسباب التي أجبرت أشقاءها على اتخاذ قراراتهم التي لم تحسب حسابها بسبب نرجسيتها المفرطة وأوهامها الكبيرة وغطرستها المقيتة، وغير ذلك لن يكون مقبولا بعد الآن.