- لقد ذُهلت عندما ترامى إلى مسامعي ما فاه به أمير قطر من كلام عُجاب ينبهم على كل عاقل، وسبائب ذلك هو ما تغشاه من تهاتر فاحش ينْبي بأن قائله هو امرؤٌ يهذي بالأمر على عواهنه، أو أن غلاًّ تجيش به حناياه على هذه الديار، مثاره عقدة نقص تنبئ بأنه اجترأ على ما نبغ به من كلام كان مراميه إثبات وجوده وأنه حاكم لدولة لها حول وطول، فالثابت أنه لم يزعه ضميره ولا حياؤه في نكث الالتزام بعهده للملك عبدالله في عام 1435 ولا عما وقّع عليه منذ أيام في الرياض إبان ذلك المؤتمر، أي أنه امرؤ من عهده أن لا يدوم له عهد، فالثابت أن ما نبا فيه هيام عن الحقائق، فهو يقول أن إيران دولة ضامنة للاستقرار.. هكذا.. بينما الدنيا بجهاتها الأربع تشهد بأن الملالي في ديار الفرس هم وراء كل فتنة، وأنهم المزلزلون للاستقرار في ديار العرب، فهاهي دولتهم ترسل الإرهابيين يخربون ويسفكون الدماء في البحرين ويرهبون أهلها، وها هي تجنّد الإرهابيين إلى القطيف ليأتوا بعيْن الأفاعيل، وها هي ترسل كتائب حشدها إلى العراق كي يغدو لهم الحول والطول فيه، وها هي ترسل الكتائب إلى سوريا للذود عن سفاحها الذي قتل مئات الألوف من مواطنيه، وها هي تبذل المال للحوثيين في اليمن الذين انقلبوا على الحكومة الشرعية هناك، بل وتمدهم بالسلاح والصواريخ التي يطلقونها على المملكة ويقتلون الأبرياء في اليمن وفي المملكة التي عقدت قطر معها حلفاً وآصرة شراكة في مجلس التعاون. لذا.. فكلامه ذاك يَشي بغدر ولؤم تجيش به جوانحه، فهو قد تعامى عن كل هذا بل وراح يزجّي إلى إيران الثناء، إذ راح ينعتها بأنها دولة لها شأنها في المنطقة وضامنة للاستقرار... هكذا... أي أنه بهل كل ما اجترأت عليه إيران من قتل وتدمير وتخريب، نضيف أيضاً بأن الكل يدري -مهدراً بذلك عهده للملك عبدالله- بأن الإخوان المسلمين ما برحوا ينضوون تحت جناحه ويغدق عليهم من ماله، فهو يراهم الحامين لدين الإسلام والساعين لرفعته. لقد باهى بهذا وكأنه لا يدري بأنهم وراء كل قتل وتدمير وتخريب، فهم يغتالون الأبرياء في مصر وليبيا وفي أوروبا، بل راح أمير قطر يمكنهم من مهاميز الإدارة في أجهزة الدعاية عنده، فأخذوا يبثون دعاواهم ويدبرون المؤامرات وجرائم التخريب والقتل، بل إن التّيه والبطر حداه إلى أن ينتضي الحجة والقول بأنه هو يسدي الفضل إلى أمريكا حين حباها قاعدة تدرأ عنه العاديات فهو يقول [لولا القاعدة التي حباها لأمريكا في بلاده لما كان لهم نفوذ في الشرق الأوسط] _هكذا_، ثم يقر بأنها هي ذراه ومجنّه الذي يقيه من جيرانه الأدنين، أي أن حلفاءه الأدنين في مجلس التعاون هم العدا، بينما دولة الملالي هي الحانية عليها، بل إنه تعامه في قوله هذا بأن قريبه الذي كان وزيراً للخارجية في بلاده أقر لسنين خلت بأن بلاده (خوي) لأمريكا، أي تابعة لها.. بينما يصر أميرها الحالي بأنه أسدى إليها المنّة والفضل أي أن (الخوي) هو الذي له المعروف على (المعزّب)، فهو يرتجيها بأن تكون حامية له ثم يراها بطلبه هذا وكأنه قد أضفى عليها نعمته بجعلها ذات نفوذ في الشرق الأوسط _هكذا_، لذا فإن أي امرئ سيحار وهو يتساءل بأي منطق يهذي، بل إنه كال المديح لحزب الله الذي تنعته دوائر الغرب بأنه تنظيم إرهابي. إذ قال إنه هو حامي الحمى وهو الذي يقاوم، ولهذا فإن تساؤلات تلوب في الذهن.. من هم الذين يقاومهم حزب الله.. لاجدال بأن إسرائيل نائية عن قصده، إذ محال أن يعاضد حزب الله إذا قاوم إسرائيل التي يباهي بصداقتها ويقيم لها مكتباً تجارياً في دياره، لذا.. فإن المنطق يقول إنه يكيل المديح لحزب الله لأنه يظاهر بشار الأسد ضد القوى التي تحاربه، ومن نكد الدنيا أنه يغمز من قناة المملكة ضمناً حين رمى بالمثالب ما أبرمته من صفقات سلاح، والواقع أنه لا عجب فيما أقدمت عليه المملكة فهو لن ينفذ إلا عبر سنين تذرف على عقد أو عقدين من الزمان، إلا أن ما أقدمت عليه ليس غريباً فكل دولة تحترم نفسها ولا تركن إلى الأجنبي ليكون ذراها دون العاديات تحوز السلاح للذود عن نفسها. إلا أن الأكيد هو أنه آخر من له الحق بأن يفضي بانتقاد كهذا، فبلاده واغلة في السرف وبذل المال لأمور ليس لها معنى فهاهو يبذل 25 ألف مليون دولار لبناء ملاعب كي ينظم كأس العالم الذي لا تستغرق مسابقته أكثر من شهر، ثم تذهب تيك الآلاف من الملايين في غيهب الضياع، والكل يدري أن بلاده هي التي أسدت لفرنسا ثمن الحرب التي شنّتها على بلد عربي وهي ليبيا، فقد فاضت على ثلاثة آلاف مليون دولار دفعتها قطر عدّاً ونقداً، وهي حرب جمّت بالفوضى والدمار لأهلها، فهم الآن يترحمون على القذافي، فمثالب دولته تتقاصر أمام ما نال بلادهم في هذه الأيام، فقد كان هناك -على الأقل- دولة في أيامه، الكل يدري بأن سياسة بلاده هي من سبائب الفوضى في اليمن فقد كانت بلاده تبذل المال للمتظاهرين ضدّ صالح، وهاهو الآن يظافر صالح والحوثيين ضدّ المملكة، إذ محال أن تصلهم هذه الأسلحة كلها من إيران دون أن تساهم قطر فيها شيئاً!. بل إنه راح ينادي بحماس كممثلة شرعية لشعب فلسطين أي أنه نصّب نفسه قيّماً على الشعب الفلسطيني بتعيينه «حماس» كممثل شرعي له..ما هذا الخبال.. أيصدر هذا من رجل دولة ذي حجا ؟ هناك من يؤكد أنه مغلوب على أمره وأنه أمير فانتوش (Prince Fantoche) أي صورة، وهو ما يطلقه الفرنسيون على رئيس أو أمير الدولة يوضع كصورة بينما الذي له الحول والطول آخرون وفي حالنا هذا الكل يدري بأن من يدير الأمر من وراء سدول هما شخصان أبوه ووزير الخارجية السابق، فشخص يصدر منه هذا الكلام العجيب لا يحترم نفسه!. * محامٍ قانوني