الدول كما الإنسان يقتلها الغرور الذي قيل فيه الكثير غير أن أبلغ العبارات وصفته بأنه «يظهر عيوبك كلها للناس ولا يخفيها إلا عليك» وتبدو إيران دولة بات الغرور يهيمن على كل تحركاتها وشخصية نظامها الحاكم والذي يختلف عن كل انظمة العالم التقليدية ففي الوقت الذي تسمي نفسها جمهورية فإن الحكم المطلق هو لما يسمى مرشد الثورة وهو منصب ليس له شبيه أو مماثل بالعالم ولا ينفث إلا السموم والخزعبلات على العالم الإسلامي وبالوقت الذي ينادي بموت إسرائيل لم يساهم بأفعاله وعن قصد إلا بقتل المسلمين والتخريب في بلدانهم التي يجند لتنفيذ مخططاته فيها الأموال وكل الأجهزة التي يسيطر فيها على مفاصل الحكم والقرار في إيران. فالتظورات الإقليمية منذ سقوط بغداد عام 2003م بدت تظهر إيران أكثر على حقيقتها التخريبية في العالم العربي تحديداً والإسلامي عموماً فقد انتابها الغرور وشعرت بأنها تعيش اللحظة التاريخية لإعادة «أمجاد دولة فارس» وبإيحاء وتمكين من القوى الغربية وأولها أمريكا كي تستنزف إيران وتصل لهدفها باحتوائها لتحقيق مصالحها بمنطقة أوراسيا أو آسيا الوسطى، وإذا كان التحليل السياسي ليس محل الخوض فيه لأن كل ما قامت به إيران من تخريب موثق ولا تشوبه شائبة بالدول العربية إلا أن ذلك يقودنا لجرد حساب للدور الإيراني بالعالم الإسلامي. فكل ما قدمته إيران للمسلمين هو إثارة الطائفية وتأسيس مليشيات على أساس طائفي والتحريض على قتل أهل السنة في العراق وسوريا وكذلك محاولات الأذى المستمرة بالدول الخليجية فمن جرائمهم المعروفة بالحج باكثر من موسم على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى إشعال الطائفية بالمنطقة ودعم القتلة والمجرمين في العراق وسوريا ولبنان واليمن بل وصل تخريبها لدول إفريقية كنيجيريا وفي أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين. فكل المليارات التي انفقتها طهران بالخارج في الدول الإسلامية كانت لمشاريع تدميرية إما تشكيل مليشيات لزعزعة استقرار الدول وتنفيذ أعمال إرهابية وإدارة شبكات تهريب المخدرات لتدمير مجتمعات معينة فماهي المنشآت التي بنتها إيران بدول العالم الإسلامي فإن وجد مرفق صحي أو تعليمي تجده بمنطقة حددت على أساس طائفي أو لهدف محدد تنفث من خلاله سمومها إلا أن أغلب ما تقدمه إيران من مال يذهب لأعمال التخريب وزعزعة استقرار الدول فهي تجند طاقاتها كاملة لمشروعها الفارسي بل إن من يقول إن لإيران مشروعها وكأنه يجب احترام هذا الأمر عند تقييم إيران وتحليل تصرفاتها، فلا أعتقد أنه أصاب، لأن المشاريع التدميرية والاقصائية والتفتيتية للمجتمعات والتفريقية للعالم الإسلامي لا تستحق الاحترام بل المواجهة فاللص والقاتل ايضا له مشروعه بالتعدي ونهب ثروات الآخرين وتهديد حياتهم فهل نقول بأننا نختلف مع المجرم بأعماله غير الشرعية لكن نحترم أن لديه مشروع. أينما تحل إيران يحل الخراب هذه حقيقة باتت دامغة ويبدو أن غرورها أوقعها في شر أعمالها وباتت سمعتها مقرونة بالأذى وإراقة الدماء وعيوبها مكشوفة للجميع فكل ما تؤسسه إيران هو مليشيات وأحزاب طائفية في العالم الإسلامي بينما لا تجد لها مشروعاً تنموياً واحداً على ندرتها إلا بمنطقة تحددها على أساس طائفي، بينما السعودية القائد الحقيقي للعالم الإسلامي تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن وتقوم بمسؤولياتها على أكمل وجه وتجند طاقاتها لذلك وانفقت مئات المليارات من الريالات لتطوير المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين لراحة الحجاج والمعتمرين بالإضافة لدورها الريادي بدعم استقرار دول العالم العربي بعد عبث إيران باكثر من دولة وأيضاً دوره التنموي الدولي حيث وصلت مساعداتها إلى 83 دولة بمشاريع صحية وتعليمية وتنموية ولم تتقدم بهذه التبرعات أو القروض التنموية على مدى أربعين عاماً على أساس عرق أو لون أو عقيدة بل شملت دولاً عربية وإسلامية وغير إسلامية واستفاد منها كافة أطياف مجتمعات تلك الدول.