تسمية المدارس ليست مجرد وسيلة للتعريف بها وإنما تتضمن استحضار الرموز الذين تمت تسمية تلك المدارس بأسمائهم، وتقديمهم باعتبارهم القدوة التي ينبغي على الطلبة في كافة مراحل التعليم الاقتداء بهم سواء كانوا شخصيات قيادية تاريخية أو علمية أو اجتماعية، كما أن من شأن تلك الأسماء أن تكون استحضارا لتاريخ الأمة أو تاريخ الدولة استحضارا يوثق الصلة بالماضي، ويدعم الحاضر ليكون قاعدة صلبة من أجل الانطلاق نحو المستقبل. وإذا كان في تاريخنا وحاضرنا رجال يستحقون أن تصبح أسماؤهم تسميات للمدارس فإن في تاريخنا نساء يستحققن كذلك أن يكن نماذج للاقتداء بهن وأن تصبح أسماؤهن أسماء لمدارس البنات تتذكر من خلالها الطالبات ما حققته أسلافهن من النساء من مكانة وما قمن به من أدوار عظيمة تجعل منهن قدوة تؤكد على مكانة المرأة وتؤكد على ما يمكن أن تنهض به من دور هام في خدمة مجتمعها والرقي بوطنها. لذلك من المستغرب أن تحتفي مدارس الأولاد بأعلام التاريخ من الصحابة والعلماء والأدباء والمفكرين بينما تتجاهل مدارس البنات ذلك كله وتكتفي أن تحمل أرقاما وكأنما ليس في تاريخنا ولا حاضرنا نساء يستحققن أن تكون أسماؤهن تسميات للمدارس، وكأنما الذين اعتمدوا الأرقام لتسمية مدارس البنات يرون في أسماء النساء عورة لا ينبغي أن تعلن على بوابات المدارس وفي أوراقها الرسمية.