ما هي الجرائم التي كان على بشار الأسد القيام بها حتى يصبح أكبر مجرم بحق شعبه في العصر الحديث؟! إنه في واقع الأمر تعدى أقصى حدود النذالة والإجرام؛ فقد أدت جرائمه إلى تشريد خمسة عشر مليون سوري داخل وخارج الأراضي السورية، ثلثهم في دول الجوار ومئات الآلاف إلى أوروبا، وقتل ما يزيد على نصف مليون من مواطنيه إن كانوا حقاً مواطنيه!، ومارس سياسة التجويع حتى الموت بلا أدنى شفقة أو رحمة، ولم يرفع سيفه من المحاصرين إلا بتطبيق سياسة التهجير عليهم وإخراجهم من ديارهم أذلاء صاغرين لتسكن فيها الأحزاب النتنة التي جلبها للدفاع عنه بعد أن أصبح في قصره بقاسيون كالفأر المذعور واستخدم الأسلحة الكيماوية عدة مرات وعذب السجناء بالحرق والمياه الساخنة حتى الموت فقتل في سجن واحد أحد عشر ألف سجين ظهرت لوسائل الإعلام جثثهم العارية وعليها آثار الحرق والسلخ وانتهك الأعراض ودمر المدن وحرق المزارع ودمر ولوث مصادر المياه وارتكب مئات الجرائم التي لم يسجل التاريخ مثلها منذ عشرات السنين، ومع ذلك كله نسمع ونقرأ من يطالب المجتمع بمحاسبته ووقف جرائمه، فما هو المجتمع الدولي وماذا يعني بالنسبة للضحايا وأين موقعه وهل له عنوان وكيان أم أنه ثالث المستحيلات الغول والعنقاء والمجتمع الدولي، فإن قيل إن المراد به منظمة الأممالمتحدة فإنها وأمناءها يدورون على موائد الدول الكبرى كما يدور الأيتام على موائد اللئام فلا يحصلون على شيء منها سوى الفتات وأحياناً يعز عليها حتى الفتات وإن قيل إن المقصود به مجلس الأمن المكون من خمسة عشر عضواً خمسة منهم دائمون، فإن بعض هؤلاء الدائمين أصبحوا بالفيتو الذي يستخدمونه مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير داعمين للظلم والطغيان فكيف يمكن أن يلجأ إليهم مظلوم وهم لا يتحركون إلا تحقيقاً لمصالحهم حتى لو كانت على حساب الشعوب المقهورة، وإن قيل إن المقصود بالمجتمع الدولي أمريكا وروسيا، فإنهما ينطبق عليهم قول الشاعر: والمستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار وهكذا قُضيَ على الشعوب المستضعفة وعلى البلاد المنكوبة بالطغاة والظلمة، وأن يدفعوا الثمن، وهم يتردد على الألسنة اسمه المجتمع الدولي حيث لا يوجد شيء بهذا الاسم سوى في وسائل الإعلام لأنه في الواقع حل في الترتيب محل الخل الوفي أو أصبح رابعها.. ولكن الله فوق الجميع! [email protected]