جاء في خبر نشر في الآونة الأخيرة تزايد نسبة المدخنين بين طلاب كليات الطب في الجامعات السعودية حتى كادت النسبة تصل إلى 30 في المئة من أطباء المستقبل! ولما قرأت الخبر، تذكرت شطر بيت شعري قديم جعلته عنواناً لهذا المقال، وطاف في ذهني صور سابقة لأطباء مدخنين كانوا يمارسون التدخين في الأماكن العامة والمناسبات وربما لا يتورعون عن ممارسته في مكاتبهم بالمستشفيات، لا سيما الذين باتوا على رأس الإدارة في المستشفى، هذا إن لم يستقبل الواحد منهم مرضاه وسيجارته في يده أو على صحن الطفاية، فقدرت أن المستقبل الزاهي سيقدم لنا المزيد من الأطباء المدخنين ما دام أن ثلث طلاب كليات الطب يدخنون وهم على مقاعد الدراسة والتحصيل الأكاديمي، وربما يمارسون التدخين بين ردهات الكليات الجامعية ويطفئون السجائر في الأحواض الزراعية التي تزين بها المداخل والممرات! وإذا وقف طبيب مدخن من هؤلاء أمام مريض لينصحه بالإقلاع الفوري عن التدخين بعد أن رأى أشعة لرئة مريضه وقد علاها السواد أو نخرها (النيكوتين)، أو أصبحت جاهزة لاستقبال مصائب (أهل الدرن)، فإن ذلك الطبيب سينطبق عليه شطر البيت الذي قيل قبل ألف عام في مناسبة لا علاقة لها بالتدخين؛ لأن الإنسان في حينه كان أكبر عقلاً وأكثر حكمة من أن يحرق رئتيه وعينيه بماله وهو يترنم بأغنية «أحب الورد ولون الورد يا جمال الورد».. أما ذلك الطبيب الذي احتج الشاعر على أنه يداوي الناس وهو عليل فالمقصود به محب غريق لأذنيه في العشق والهيام، ولكنه ينصح غيره بالصبر والبعد عن الحب، فهو كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل! وعلى أية حال، فإن ما لاحظته أن جميع حملات التوعية بأضرار التدخين قد فشلت فشلاً ذريعاً حتى تلك المؤثرة إنسانياً؛ مثل صورة مدخن يحمل طفلاً رضيعاً بيد ويمسك (بالمكسورة) سيجارة ومع الصورة عبارة وضعت على لسان الرضيع تقول: لا تقتلني يا والدي!. [email protected]