SultanBinBandar@ معرفاً عن نفسه ب«أخو تكفى»، محمد الدحيمي شاعر بيت التناخي ذائع الصيت في وقتنا الحاضر، يقلب أغراض الشعر في قصائده كتقليب مسبحته بين أصابعه، يبدع في قول الغزل، كتفننه في شعر الهجاء، ويعرف جيداً أن للشعر مفاتيح تشرع ما أغلق من الأبواب، وكأن بيته «تكفى ترا تكفى تهز الرجاجيل/ ولولا ظروف الوقت ما قلت تكفى» لم يسبقه أحد على الكتابة بمفردته لينحت الدحيمي به اسمه في التاريخ المعاصر، ببيت على هيئة مثل يحفظه الصغير قبل الكبير، وكأن كل بيت من قصائده عن «مثل». حدود إبداع الدحيمي في الشعر، وسبكه لأبيات تبقى في الذاكرة، لم يقف على رائعة «تكفى» فحسب، بل جاوز ذلك إلى رسمه صورا شعرية يجدها المخذول بين شفتيه أقرب جملة يقولها تعبيراً عن حالته اللحظية، وكأن الدحيمي أوجز أحوالهم في قصائده، كبيته الهجائي: تبغى الصراحة يا قزم أي والله ان تبطي قزم يضحك عليك بذمتي من عملقك واستنسخك بعض العرب يشهد علي الله مثل كيس الفحم ان طحت فوقه وسخك وان طاح فوقك وسخك وعلى العكس تماماً من صلافة أبياته الهجائية، وحدّة قصائده التي تشابه عصبته التي كثيراً ما يتزين بها في لعب العرضة الجنوبية، وحمله ل«المقمع» عالياً إلى جوار قصائده، يملك محمد الدحيمي حساً غزلياً مرهفاً مزج في أبياته بين صلافة البدوي الجنوبي، وبين عذوبه الحب لديه، يقول: يوم اني اسج بين ادري وما ادري عقب البطا جاء يقول: الدار وشلونه قلت انت دارك هنا اشّر على صدري قال انت دارك هنا واشر على عيونه ولا تخلو أبيات محمد الدحيمي من الكثير من الحزن، الذي وجد له مستقراً آمناً لدى شاعر يعرف جيداً كيف يعجن الوجع في أبياته كعجنه لقلبه يقول حزناً: تدري وش اللي انا هلحين محتاجه محتاج لي بس أي فراش ومخده ال(غير) وينه يا جدة ما بقى حاجه الغير حزني.. وحزني غير يا جدة ويقول أيضا: انا من صغر سني عشت يا نزل يا رحال ابوي مربي اخواني وانا اللي الوقت رباني تقول امي قبل تولد توفى لي ثلاث عيال لابو حظن تكاثر فيني اصبح رابع اخواني وتشتمل مسيرة محمد الدحيمي الشعرية المثيرة للجدل، منذ أولى سنواته الشعرية وحتى الآن، على قصائده الممنوعة من النشر، مروراً بقصيدة «الواوا» الهجائية، ومحاولة سرقة العديد من أبياته الشعرية وعلى رأسها بيته الشهير «تكفى»، وتلخص أبياته مسيرة شاعر شقي سعيد: «احد يلقى عسل سدرة، واحد سم حيه».