وجدت المهرجانات ضمن أحد وأهم وسائل الترفيه لإسعاد الناس، فهم يجدون فيها متنفسا لقضاء أوقات الفراغ والتنزه يمكنها من استقطابهم من مختلف شرائح المجتمع، ولكن قلما يتم استغلال هذا الاتجاه لتوجيه الثقافة العامة نحو التغيير والتطوير، هذا بالرغم من أن كثرة الإقبال عليها يعد من أهم المحفزات المشجعة للعمل على جعلها بيئات ملائمة لتمكين الأفكار الخلاقة والإبداعية، والتي تعود بالنفع على المجتمع وترتقي بثقافته. لا يوجد حتى اليوم مهرجانات علمية تقوم على المشاركة وتحفز الابتكار، ولا يقع لها أي قيمة ضمن برامج المهرجانات التي تقام في المواسم المختلفة، ولا زالت تقام المهرجانات الشعبية والتقليدية ويصرف عليها الكثير من المال والجهد، وهي تحقق مكتسباتها كهدف اقتصادي وربحي؛ لكن المخرجات منها قليلة جدا على المستوى الاجتماعي والثقافي، حيث إن التطلعات المستقبلية للمجتمع السعودي تتطلب الخروج عن الأساليب التقليدية قليلة الجدوى، تتطلب تعبئة الفراغ الاجتماعي بخلق ثقافة جماهيرية جديدة تتجاوز الابتذال المتكرر في كل موسم، وذلك بعمل جاد وحقيقي يحول الفرد من مستهلك يقضي وقت الفراغ إلى مستفيد وفاعل. بدلا من أن تتحول المهرجانات إلى أنشطة جامدة تثير الملل فيجب ألا تترك للجهات التي لا يهمها شيء سوى تحقيق الربح المادي دون تحقيق أهداف تنموية وتثقيفية جادة، بل يجب التحكم بهذه البرامج وأن تدرج الأنشطة التعليمية والتربوية والثقافية إلى جانب الترفيه والمسابقات وبذل الجهد الفكري والتنظيمي للارتقاء بمستواها وما تقدمه ضمن سياسات تفعيلها على أرض الواقع، فلا بد من استغلال هذه المنافذ لرفع الوعي الاجتماعي وتعريف المجتمع بمشكلاته وإتاحة المشاركة للجمهور في النقاش، وهذا الدور مناط بهيئة الترفيه التي لا بد وأن تعمل مع الجهات الأخرى المعنية بالثقافة والفنون والتنمية الاجتماعية لتحقيق أهداف مشتركة تبني ثقافة الجمهور وتعزز بناء الجيل الواعي المسؤول والمتعلم المثقف. [email protected]