عزا محافظ الخرج شبيلي بن مجدوع القرني محاصرة السيول لعدد من المراكز والأحياء في المحافظة إلى تجاوزات المواطنين على الأودية، وتهاون بعض المسؤولين في الموافقة على فسح مخططات سكنية في روضات ومزارع. وأكد في حواره الهاتفي مع «عكاظ» أنه تم رفع عرض لأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز لمحاسبة المتسببين في إصدار الفسوحات على عدد من المخططات التجارية في المزارع والروضات وأطراف الأودية، لافتا إلى أن أمير منطقة الرياض تابع الجهود المبذولة للجهات الحكومية المختلفة في عمليات الإسناد والإنقاذ. وقال القرني: السيول حاصرت نعجان والضبيعة وحيين في الدلم وأجزاء من اليمامة، لكن لم تحدث أي وفيات أو احتجازات سوى لأسرة واحدة تم إنقاذها فجر أمس الأول (الجمعة) وإسكانها في شقق مفروشة. وفيما يلي تفاصيل الحوار: • ما هو آخر تقييم للوضع الراهن فيما تعرضت له بعض مراكز المحافظة؟ •• أوضاع المواطنين طيبة ولله الحمد، وبلاشك أن كميات الأمطار التي هطلت على المحافظة كانت كبيرة جدا ومثل هذه الكميات لابد أن تخيف المواطنين والساكنين خصوضا مع مضايقتهم للأودية وذلك ببناء البيوت في وسط مزارع ليست مهيأة لأن تكون أراضي سكنية، وهو ما حصل بالفعل في نعجان والضبيعة بالذات، وبعض أحياء الدلم محاصرة من السيول لعدم بقاء الأودية، إذ تجاوز عليها الناس، كما أن المخططات التي نفذت منذ عشرات السنين لم يراع فيها أن تكون مرتفعة عن مستوى الأرض حتى ترتفع عن مجرى السيول وهذا تخطيط قديم لا أعلم من أجازه ومن تسبب فيه، إذ منحوا تصاريح على مخططات وسط روضات ومزارع غمرتها السيول، ولكن ولله الحمد لم تحدث أي وفيات أو احتجازات بالمعنى الواضح ولم يسجل سوى احتجاز أسرة واحدة حاصرهم السيل وتم إخراجهم بواسطة قارب، وتسكينهم في شقق مفروشة، والجهات المختصة من البلدية والدفاع المدني تواصلت جهودها على مدار الساعة لتقديم الخدمات لمن يحتاجها. وطلبنا طائرة من الدفاع المدني ونفذنا جولة جوية على المحافظة وعلى كافة المواقع والمراكز التي حاصرتها السيول ولم نجد هناك احتجازات بالمعنى الواضح ولكن هناك أحياء أصبح الوصول إليها صعب واضطررنا لفصل الكهرباء عن بعض المواقع تحوطا من حدوث آية تماسات وطلبنا فرقا من كهرباء الرياض وستتم إعادة التيار إن شاء الله في غضون ساعات (مساء أمس)، ونسأل الله أن يجعلها أمطار خير. • هل تم حصر الأحياء والقرى التي حاصرتها السيول والمتضررة؟ •• السيول حاصرت نعجان والضبيعة، وفي الدلم حاصرت حيين، وفي جهة اليمامة وعلى جنبات الوادي كانت هناك محاصرة لبعض المنازل، إذ كان هناك تجاوز من بعض الأهالي منذ سنوات عدة ببنايات قديمة جدا لا أعلم كيف صدرت تصاريح لهم بالموافقة على البناء وتم استخراج صكوك من المحاكم وهذه تسببت في حدوث مضايقات للأودية. • وهل لازال هناك خطر متوقع على المحافظة، وهل طلبتم إسنادا من الرياض والمحافظات المجاورة؟ •• التنبيه حاصل، أما التوقعات حسب ما وصلنا من هيئة الآرصاد فليس هناك توقع لهطول أمطار في المنظور القريب، وعن المساندة فقد جاءتنا من الرياض طائرة هيلكوبتر وتمت الاستفادة منها في جولة على المواقع المتضررة وشاركنا فيها مدير مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض وكذلك طلبنا مساندة من شركة الكهرباء. • هل هناك في المحافظة مشاريع معتمدة لدرء خطر السيول؟ •• هناك مشاريع لكنها لازالت حتى الآن مجرد دراسات ولم ترتق إلى التنفيذ على أرض الواقع بسبب اعتراضات تؤخر إجراءات التوسعة لعرض الوادي، التي تأخذ دورها في المراجعات ومعارضات المواطنين وتستكمل ولعل أن تكون هناك قناعة لدى المواطن لأهمية هذه المشاريع وأن يقدروا مدى هذا الخطر. • وماذا عن الإجراءات التصحيحية التي يجب اتخاذها لمنع تكرار ما حدث؟ •• على مدى السنتين الماضيتين نفذنا الكثير من الإجراءات، بتوسعة الأودية وعمل تكسيات لها، وهناك بعض الإجراءات في طور التنفيذ. • وهل تتضمن تلك الإجراءات محاسبة من تسبب في فسح مخططات سكنية في بطون الأودية؟ •• نعم وقد عرضت لأمير الرياض الأمر وأبلغته أنه من الواضح أن هذه المخططات عملت في روضات منخفضة وفي مزارع، وهي مخططات تجارية وليست منحا حكومية، وكان من الأولى عدم الموافقة عليها وأن تخرج في أماكن مرتفعة والمزارع تظل مزارع، لكن البعض فضل الربح من المساكن وحولوها مخططات سكنية ولم يراعوا أن تكون مرتفعة عن الشعاب والأدوية وهذه ملاحظة كبيرة وموجودة منذ عدة سنوات وأصبحت مساكن قائمة، وللأسف لا أعلم من أجاز مثل هذه المخططات، ومن المفترض محاسبة المتسببين، وأمير المنطقة طلب عرض هذا عليه.