كتاب «المعاد» هو سطور من الحب الذي لا مثيل له لما تضمنه من مشاعر غاية في الصدق والوفاء لمكةالمكرمة البيت الحرام وعن علاقة المؤلف بها يقول في المقدمة التي كتبها الدكتور: «في كل الأحوال المختلفة، كانت مكة في قلبي هي مكة بطهرها، وعبقها، وقدسيتها، وجمالها الفرد الذي لا تشبهها فيه مدينة أخرى. أحببت مكة وارتبطت بها وجدانياً وعاطفياً وروحياً وجسدياً، ولذلك جرى قلمي كثيراً بالكتابة عنها، وعلى مدار سنوات طويلة من الكتابة الصحفية لم أنقطع عن الكتابة عن مكة كلما حدث مناسبة، أو حدث حادث أو خفق في القلب إحساسا وحنين». وفي الموضوع الأول بالكتاب وهو بعنوان «مكة والسماء» يقول الدكتور بكري: «فما يزال المسلمون عبر التاريخ يعظمون هذه المدينة وحرمها، حتى جاءت هذه الدولة السعودية المباركة فلم تأل جهداً في خدمة مكة، ولا ادخرت وسعاً في خدمة بيتها الحرام، فكان لكل ملك من ملوكها بصمته الخاصة توسعة أو تصميماً أو خدمة أو إنشاءً أو بناءً. وأهم من هذا كله أنهم يسروا للناس سبيل الوصول إلى هذه العاصمة المقدسة، فبعد أن كان الحج رحلة محفوفة بالمخاطر، يخرج إليها الحاج مودِّعاً ومودَّعاً خشية ألا يعود، فربما أهلكه جوعٌ، أو غدر به قاطع طريق أو أضله السبيل، بعد هذه المهالك أصبح الحاج اليوم والسبيل آمنة، والطرق متعددة، والخدمات متوفرة، والحمد لله رب العالمين». وفي مقال بعنوان (مكة ووصية الحسن البصري) يبدأ المؤلف مقاله بمستهل رسالة الإمام البصري: «فاغتنم يا أخي هذا الخير كله وإياك أن يفوتك والسلام»، ثم يختم المقال: «إنها رسالة عالم عابد إلى عالم عابد نكتشف من خلالها الكثير عن مكة وفضلها، ونعرف من خلالها كم هو شرف أن يكون الإنسان من أهل هذه المدينة المقدسة، فهنيئاً للمكيين بمكة، وجوار بيت الله الحرام». وفي مقال بعنوان «أم القرى والقرآن الكريم» يقول المؤلف: «هذه الأرض الطيبة هي التي شهدت كذلك مختتم الوحي المكمل لأصول الدين وكلياته، فعلى أرض عرفة نزل قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، (المائدة 3)، وهو من أواخر ما نزل، وما بين البدء والختام شهدت مكة نزول معظم سور القرآن وآياته، ذلك أن 82 سورة من أصل 114 سورة هي مكية باتفاق، كما أن قرابة ثلثي آيات القرآن هي من المكي». مع الشكر لمعالي الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى على إهدائه الكتاب لي الذي أثرى به المكتبة الإسلامية. السطر الأخير: من شعر الأستاذ محمد حسن فقي -رحمه الله-: يا نفوساً تطوفُ بالبيتِ لولا حرمة البيتِ ميّزتها الفروقُ أنتِ لولا الإسلامُ كنّا نرى السابقَ منّا يفوتهُ المسبوقُ