عندما نسمع عن نبل وكرم الإنسان السعودي، نجد أن ذلك النبل يتعدى كل الصور النمطية التي قد تتراءى أمام عَينْيك، وعندما نتحدث عن العطاءات التي يقدمها ويشارك بها غيره، نجد أنه مختلفٌ حتى في عطاءاته. ففي الآونة الأخيرة ترددت على مسامعنا أخبار عن أناس قاموا بأدوار إنسانية عظيمة لا تخطر على بال أحدا منا أبدا. فهل تخيلت معنى أن تقدم جزءاً منك لغيرك! هل تخيلت وأنت في ريعان شبابك وفي أوج اشتعال شعلة الحياة في داخلك، أن تمنح عضواً من أعضائك لغيرك! هل تخيلت أن تقتص جزءاً منك، لتهب الحياة لطفلة في مقتبل العمر! فكر قليلا هل تجرؤ على كل ذلك؟ سيكون جوابك نعم في الأغلب إذا كان هذا الشخص تربطني به صلة قرابة أو معرفة، لأنك في ذلك الحين ستمنحه روحك، لا عضواً من أعضائك، لكن أن تمنح الحياة لشخص لا تربطك به أي صلة أو معرفة، لا يربطك به سوى إنسانيتك، ورغبتك العالية في العطاء مهما كان نوع العطاء الذي تقدمه ومهما كان شكله، فهذه هي البطولة الحقيقية وهذه هي الإنسانية الخالصة، أن تمنح الحياة لشخص على حافة الموت وتنقذه من كهوف الألم والظلام إلى بوابات الأمل والنور. فتلك المبادرات الإنسانية التي أشبه ما تكون بالأحلام، قام بها عدد من المبادرين، راجين في ذلك فضل الإله وجزاءه، ومن بينهم «محمد السلوة» وهو شاب سعودي جسد موقفا إنسانياً رائعاً، إذ قدم كليته وتقاسم الحياة مع فتاة لا يعرفها، فقط لوجه الله. وأيضا دور بطولي آخر جسدته الممرضة السعودية «عبير العنزي» حينما قامت بمشاطرة جزء من كبدها مع طفلة صغيرة مصابة بتليف في الكبد. وغيرهما الكثير من أبناء الوطن الذين منحوا غيرهم الحياة وشاركوهم فيها. فكم نحن ممتنون لهم وكم نحن فخورون بهم. فجزاهم الله عنّا خير الجزاء. BasmahES1@