فارق النوم جفون سكان حي النورية في العاصمة المقدسة، منذ ما يزيد على شهرين، وتحديدا منذ أن بدأ أحد المقاولين في إزالة الجبال المحيطة بهم، مستخدما المتفجرات، التي قضت مضاجع الأهالي، ونشرت التشققات في حوائط مساكنهم. ورغم مطالبهم المتكررة بإنهاء الخطر الذي يهدد بسقوط منازلهم التي أنفقوا على تشييدها ملايين الريالات، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب، مشيرين إلى أنهم يعضون أصابع الندم لشرائهم عقارات في النورية. وأفاد بسام العوفي أنه فوجئ خلال عودته إلى منزله في إحدى الليالي قبل نحو شهرين، بتحطم الأواني والأدوات، مشيرا إلى أنه تحرى عن السبب، فاصطدم بدوي وصوت مزعج مصدره الجبل المتاخم لمسكنه. وقال العوفي: «صعدت إلى أعلى الجبل لاستجلي الأمر، وفوجئت بوجود معدات ثقيلة تدك الصخور في الموقع، وحين حاولت الاقتراب، منعني أحدهم ويبدو أنه المقاول، لخطورة الوضع، بوجود تفجير الصخور»، لافتا إلى أنه عرف حينها سبب اهتزاز منزله. وذكر العوفي أنه حين تقدم مع جيرانه بشكوى إلى قسم الأسلحة والمتفجرات بشرطة العاصمة المقدسة، أوقفت أعمال المقاول، حتى التأكد من المهندس المختص بأعمال التفجير والتحكيم الهندسي، مبينا أنهم فوجئوا بعد فترة قصيرة باستئناف التفجير في الجبال مرة أخرى. وبين العوفي أنه بعد بحثهم في الأمر، اتضح لهم أن المهندس ذكر في تقريره أنه لا ضرر على المنازل المجاورة من موقع التفجير، مستغربا الأخذ برأيه، دون العودة لهم، وفحص مساكنهم التي تهتز مع كل تفجير حتى تشققت جدرانها. وأكد العوفي أن العواصف الرملية والغبار تجتاح داره مع كل تفجير، ما أثر على صحتهم ونشر الأمراض الصدرية بينهم، لافتا إلى أنه رفض عرض المقاول له، بالانتقال من منزله إلى آخر، متكفلا بتكاليف الإيجار، ريثما ينتهي المشروع. وأوضح فهيد الحمودي أنه لم يهنأ بالمنزل الذي اشتراه قبل أربعة أشهر في النورية، ملمحا بأن فرحته بداره الجديدة تحولت إلى كابوس، خصوصا أن المسكن يقع في سفح الجبل مباشرة. وشكا من أن أصوات التفجير توقظه وأسرته من نومهم، فضلا عن اهتزاز مسكنهم مع كل دوي، وانتشار التشققات في حوائطه. واستغرب استخدام المقاول المتفجرات دون وضع حواجز وصبات تمنع زحف الصخور والأتربة إلى المساكن، معربا عن مخاوفهم من أن تتدحرج إلى منزله فتهدمه. خبير: المساكن في مأمن من التفجير أوضح خبير التفجير والتحكيم الهندسي المكلف برفع تقرير عن الواقعة للجهات المختصة، المهندس محمد محمد رمضان ل«عكاظ» أن منازل الأهالي بعيدة عن أعمال قطع الصخور بنحو 300 متر، وهي مسافة بعيدة وآمنة وضامنة لعدم إلحاق الأذى بالمجاورين، مؤكدا توافر جميع وسائل السلامة في الموقع. وأرجع رمضان تشققات المنازل التي تدعي التضرر إلى أنها ناجمة عن عدم تنفيذها بالشكل الهندسي المطلوب، معتبرا الشروخات الرأسية طبيعية وموجودة في كثير من المنازل الجديدة والقديمة.