أبدى عدد من سكان الجبال بمحافظة الداير بني مالك قلقهم وتخوفهم من تبعات وعواقب تلك التفجيرات التي تستخدمها الشركات المنفذة للطرق في معظم جبال المحافظة حيث إن قوتها تتسبب في اهتزاز يشعر به السكان في منازلهم على مسافات بعيدة تحسب بالكيلومترات. ونظرا للعدد الكبير لتلك التفجيرات التي تكاد تكون أسبوعيا تزايدت المخاوف من عواقب مستقبلية قد لا تتضح حاليا ومنها تصاعد كمية الانهيارات الجبلية مع موسم الأمطار ناهيك عن تلك المنازل المتعددة الطوابق والتي تقع على مرتفعات شاهقة والتي تهتز مع كل تفجير يتم تنفيذه من قبل تلك الشركات. المواطن محمد يحيى القطيلي أحد سكان جبل آل قطيل أكد ل «عكاظ» أن محتويات منزله تهتز مع كل انفجار رغم بعده عن مصادر التفجير ويخشى من تبعات ذلك مستقبلا على طبقات التربة والصخور الهشة في المنطقة كون التفجيرات قد تحدث تشققات تتفاقم مع هطول الأمطار وتؤدي إلى انهيارات كبيرة قد تطال مساكن المواطنين. وشاركه الرأي علي يحيى السعيدي قائلا: «نحن نقف مع التنمية ونشكر حكومتنا على ما تعتمده من مبالغ هائلة لإيصال كل الخدمات إلى المواطنين إلا أن الشركات المنفذة لتلك المشاريع محدودة الرؤية حيث تقتصر فقط على كيفية إنجازها للمشروع في أسرع وقت لتستلم أجرها دون مراعاة لجوانب أخرى مهمة للغاية منها سلامة المواطنين والبيئة سواء على المدى القريب أو البعيد حيث إنه يستحيل أن لا تكون لتلك التفجيرات الهائلة تأثيرات على البيئة وعلى قاطنيها ولو بعد حين ولعلنا شاهدنا تشققات في بعض المواقع وانهيارات جزئية محدودة في موسم شح الأمطار وفي مواقع بعيدة عن التفجيرات تعطي مؤشرا على تبعات خطيرة مع هطول الأمطار الغزيرة قد تكون لها مخاطر على سكان تلك المواقع. كما أشار المواطن جابر محمد العليلي إلى وجود منازل تقع على مرتفعات شاهقة ومتعددة الأدوار يقطنها عدد من الأسر يشعرون بتلك الاهتزازات بشكل كبير يخشى غالبيتهم من تبعات خطيرة مع موسم الأمطار واستمرارها ونتمنى أن تنظر الجهات المعنية بمهنية ومسؤولية لواقع الحال والبحث عن حلول تحد من استخدام تلك التفجيرات قدر الإمكان دون توقف سبل التنمية أو تأجيلها. اما محمد شريف فأفاد أن دوي الانفجارات يحدث هلعا لدى المواطنين ويؤدى كذلك إلى أضرار كبيرة تشمل انقطاع الطرق وانكسار أعمدة إلى جانب وصول الحجارة إلى منازل بعيدة عن الموقع والتي أحدثت بعض الأضرار. أما أحمد سليمان فقال: «إن بعض الانفجارات قوي ويسمع في القرى المجاورة للموقع وينتج عنه أضرار كبيرة»، لافتا إلى أن منزله يبعد عن موقع التفجير أكثر من 150م ومع ذلك سقطت بعض الصخور في حوش المنزل وبعضها الآخر اخترق «هنقر» منزله حيث كانت أسرته جالسة بالقرب منه في ذلك الوقت مما سبب الخوف والهلع لدى أطفاله. فيما أبان علي محمد أن صخرة كبيرة سقطت في موقف سيارته بسبب أحد التفجيرات مما أدى إلى اختراق «الهنقر» الخاص بموقف سيارته ولكن لم تكن مركبته موجودة في الموقع وإلا لكانت تضررت، مبينا أن الشركات المنفذة للطرق لا تبلغهم بالتفجيرات حتى يتجنبوا اضرارها. أما حنين حتروش فأكد أنه اشترى خزانين كبيرين للماء فسقطت عليهما حجارة أثناء التفجير وأصبحا غير صالحين لوجود ثقوب فيهما وتسرب المياه من داخلهما. وذكر جبران حتروش أن صخرة سقطت على سطح منزله فاستقرت داخل إحدى الغرف ولكن ولله الحمد لم نصب بأذى سوى ثقب في سطح منزلي ملوحا برفع شكوى للجهات المعنية لمحاسبة المسؤول عن ذلك. إلى ذلك، أوضح محافظ الداير بني مالك محمد بن هادي الشمراني ل «عكاظ» أن التفجيرات التي تنفذها الشركات المنفذة لطرق بني مالك هي بعين الاعتبار وتم عقد عدة اجتماعات مع المشايخ وكافة الجهات المعنية لأخذ الاحتياطات اللازمة. وبين ان شركة الكهرباء تبلغ بمواعيد التفجيرات وحتى لو حدث انقطاع للتيار يعاد في حينه، وكذلك يبلغ المشايخ والجهات الأمنية ورؤساء المراكز لمحاولة تفادي اضرار التفجيرات التي هي ضرورة لصعوبة شق الطرق في الجبال وصعوبة التضاريس.