بهدوء وثقة يعمل مركز التحالف الإسلامي العسكري، الذي تم إنشاؤه في الرياض من أجل تطوير الأساليب لمحاربة الإرهاب في العالم الإسلامي، في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة المجتمعات الإسلامية والعربية مع تصاعد موجات الفكر الإرهابي المتطرف، وإن اختلفت في حجمها ومستواها من مجتمع إلى آخر، إلا أنه يجمعها فكر واحد، هو فكر التشدد والإرهاب، والذي تحول إلى سلوكيات عدوانية وصلت إلى ترويع المجتمعات وإستهداف الآمنين من المدنيين الأبرياء، وتشويه صورة الإسلام، عبر التفجيرات وبث الرعب وزعزعة الاستقرار، سواء من التنظيمات الإرهابية أو الميليشيات الطائفية التي احتضنت هذه التنظيمات كي تنفّذ أجندتها في المنطقة. ومن المؤكد أن تشكيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنت السعودية عن تأسيسه في الخامس عشر من ديسمبر عام 2015، يعتبر من الإنجازات الإستراتيجية للسعودية لمكافحة الإرهاب الظلامي والطائفي وحواضنه المنتشرة في بعض الدول العالم العربي والدول الإسلامية. وسيشهد نشاط التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، زخما كبيرا في العام الجديد 2017, وفق خطط إستراتيجية قصيرة وبعيدة المدى للتعامل مع ملف مكافحة الإرهاب، خصوصا في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية، حول التنظيمات الإرهابية، وتتبع مصادر تمويل التنظيمات وتجفيف منابع الإرهاب ووضع الإستراتيجيات العسكرية والإعلامية والفكرية لاجتثاث الإرهاب في المنطقة الإسلامية في إطار العمل الجماعي داخل التحالف والذي أصبح اليوم يشمل 41 دولة بانضمام سطنة عمان، خصوصا إن من مهمات التحالف تنسيق الجهود العسكرية لدوله، والتخطيط والتدريب، وتكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب، وفقا لتنظيمه وآلياته، وبما لا يخل باحترام سيادة الدول الأعضاء. والمطلوب في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها المحيط الإسلامي، من الدول الأعضاء للتحالف، تكثيف التنسيق بهدف الارتقاء بالقدرات لمحاربة الإرهاب والعمل بقوة لردع كل ما يزعزع أمن العالم الإسلامي وترسيخ قيم التفاهم، فضلا عن التصدي لدعاوي الفتنة الطائفية والفرقة، وإرساء قيم الإسلام السمحة والامتناع عن الترويج للإرهاب والتنسيق مع الجهات الدولية لخدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين, خصوصا أن جميع أعمال التحالف مطابقة للأعراف الشرعية لدول العالم وخاضعة للأنظمة العالمية. ونحن على يقين أن التحالف الإسلامي سيعمل كل ما بوسعه لاجتثاب الإرهاب من جذوره والعمل على تغيير الصورة النمطية في الغرب أن الدين الإسلامي هو دين النحر والذبح، وهذا لايمكن أن يتم إلا بقطع رأس أفعى الإرهاب الظلامي لتنظيم داعش والإرهاب الطائفي الذي قام بالتخريب في سورية من خلال النظام الأسدي والعراق عبر ميليشيات الحشد واليمن عبر مرتزقة الحوثي ولبنان من خلال حزب الله الإرهابي بهدف نشر الفكر الطائفي المقيت لتحقيق أهدافه التدميرية الإرهابية.