تهكم عدد من سكان الحوية (شمالي الطائف) على البيان الذي أصدرته أمانة المحافظة أخيرا، حول عزمها نقل سوق الماشية العشوائية من بين مساكنهم، مشيرين إلى أنهم استمعوا لهذه الوعود 20 عاما دون أن تنفذ على أرض الواقع. وذكر أهالي الحوية أنهم يئسوا من إنقاذهم من التلوث البيئي والبصري الذي تحدثه سوق الماشية في حيهم منذ أعوام عدة، مستغربين المبررات التي ساقتها الأمانة في بيانها حول تأخر نقل السوق، المتضمنة رفض التجار الانتقال إلى مواقع سابقة بحجج مختلفة. وأفادوا أنه لا يوجد تجار سعوديون في السوق، التي تسيطر عليها العمالة الوافدة منذ إنشائها، متمنين أن تكون الأمانة جادة في خطوتها وتخليصهم من السوق، فهم ما زالوا يتمسكون بخيط الأمل، لعل الفرج يكون قريبا هذه المرة -على حد قولهم. وقلل فهد القثامي من تأثير بيان أمانة الطائف حول نقل سوق الماشية من وسط الحوية، مشيرا إلى أنها أصدرت عشرات البيانات طيلة عقدين من الزمن دون أن يكون هناك تحرك ملموس لإيجاد الحلول. ووصف القثامي مبررات الأمانة حول عدم نقل السوق، بدعوى رفض التجار الانتقال، بأنها غير مقنعة، خصوصا أن 80% من المتحكمين الفعليين في السوق أفارقة، ومن يدلف إليها يكتشف الحقيقة الواضحة. وأكد محمد العدواني أن العمالة الوافدة هم التجار الفعليون في السوق منذ عقود عدة، ويتوارثون المهنة عبر الأجيال. وانتقد سلطان البقمي تمدد سوق الماشية بين الأحياء السكنية في الحوية، مصدرة للأهالي التلوث والروائح الكريهة، في حين أزيلت جميع الأسواق من المحافظات والقرى الصغيرة في المنطقة، لافتا إلى أن الخرمة، تربة، المويه وأم الدوم تخلصت من حظائر الماشية، بينما لا تزال الحوية ترزح تحت وطأة «الحلقة». وشدد بدر العتيبي على أهمية أن تحدد أمانة الطائف موعدا لنقل سوق الماشية من الحوية بدلا من أن تترك الأمور «عائمة» يكتنفها كثير من الضبابية. «عكاظ» حاولت الاتصال بالمتحدث باسم أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم لنقل آراء أهالي الحوية حول نقل سوق الماشية من حيهم، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة به. وكانت أمانة الطائف أصدرت أخيرا بيانا حول نقل سوق الماشية من الحوية، ذكرت فيه أن لجنة مكونة من الإدارة العامة للأسواق في الأمانة والجهات الحكومية المختصة وقفوا على الموقع الجديد الذي اختير لإقامة مشروع سوق للمواشي والأعلاف بشمال الطائف، بدلاً من الواقع بالحوية، الذي أصبح محاطاً بالأحياء السكنية. وأفادت الأمانة في بيانها أن هذا الموقع هو الرابع الذي تختاره اللجنة بعد أن رفض تجار السوق الانتقال إلى مواقع سابقة بحجج مختلفة، مؤكدة حرصها على سرعة اختيار الموقع وتجهيزه بعد أن أصبح الموقع الحالي للسوق غير مناسب ووسط الأحياء. ووجه أمين الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج بسرعة اتخاذ الإجراءات النظامية للمشروع، والعمل على نقل سوق المواشي والأعلاف بالحوية إلى الموقع الجديد، مع تهيئة الموقع بما يتناسب وحجم العمل المتوقع في السوق، وتوفير كافة متطلبات نجاحه بالتنسيق مع الجهات المختصة وذات العلاقة، بما يحقق تقديم أفضل خدمة ممكنة للأهالي والتجار.