رغم أن الأدب بمفهومه العام لا يخضع للتصنيف، لكن يبقى الأدب النسوي يحمل في أبعاده خصوصية لا يمكن إنكارها. وفي ظل غياب الدراسات النقدية الجادة للأدب النسوي يفرق الدكتور سامي الجريدي بين حركة الأدب وحراكه، يقول «يجب أن نفرق بين الحركة والحراك، تكشفه طبيعة المعنى في اللغة وكذلك النتائج الثقافية والأدبية لغايات نسائية تصب في خدمة أدبهن وخصوصيتهن الفكرية، ولأن الحركة تستوجب نشاطا عميقا لها طرقها المتقنة القائمة على غايات كبرى تتجاوز الأدبي والاجتماعي هناك فقط اجتهادات فردية متباعدة في قراراتها النسوية، غير منسجمة في ملامح مضمونها الكتابي». وأضاف: كثير من الكاتبات السعوديات لا يجتمعن ولا يعرفن بعضهن، والأدهى من ذلك أن غالبيتهن لا يقرأن نتاج بعض، وفي حين يرى أن المرأة السعودية مجتهدة فيما تقوم به من إصدار للكتب والممارسة الأدبية لكنها مازالت تابعة للرجل ولأسلوبه ومنهجه في أنظمة الثقافة، فهو لم يزل متسلطا عليها رمزيا وواقعيا -على حد وصفه- عازياً ذلك إلى أن خطاب المرأة في السعودية وإن اعتقدنا بتطوره إلا أنه لم يزل خانعا وقابعا لسلطة الرجل، لافتاً إلى أنه من الواجب على المرأة السعودية أن تتجه في دراساتها النقدية إلى أدبها النسوي بدلا من التخبط والتعمية التي مازالت تعيشها، فمنذ أن بدأ الاشتغال النقدي في السعودية على الأدب السعودي كان دور الناقدة السعودية غائبا، بل في حقيقة الأمر لا دور لها أبداً، وخصوصا في خدمة أدبها، فأغلب الذين خدموا أدبها هم النقاد الرجال. فيما يعتقد القاص الناقد محمد الراشدي أن عموم الدلالة في مصطلح الأدب النسوي محليا ليس إشكال كمية على الإطلاق، فالأدب النسوي إن كان فيما تنتجه المرأة أو فيما ينجزه الرجل منطويا على مضامين وقيم الأدب النسوي يشكل حضورا كبيرا في المنجز الأدبي المحلي، وهو حضور آخذ في الازدياد وبوتيرة عالية يقول «ولو أخذنا على سبيل المثال الطفرة الروائية في مرحلة التسعينات وما بعدها سنجد أن النسوية تشكل إحدى أهم الظواهر التي هيمنت على مضامين تلك الطفرة واتخذت مسارا أعمق وأكثر بروزا عن ذي قبل، إلا أن ذلك التقدم الكمي لا يوازيه بالضرورة نضج فني في كثير من ذلك المنجز، بل يمكن القول إن تراجع المستوى الفني هو السمة الغالبة على أكثر ما ينجز محليا تحت طائلة الأدب النسوي»، مشيراً إلى أن جدلية المصطلح في الأساس والاختلاف حوله تحول دون أن يؤخذ موضوع التصنيف هذا بعين الاعتبار، ليظل منجز الأدب النسوي في كثير من الأحايين منطويا في سياقات المنجز الأدبي في عموم دلالاته واتساع ما يشير إليه وبذلك ووفق هذا التصنيف يفقد الأدب النسوي فرصة قراءته وفق سياقه الخاص -على حد وصفه- فيما يرى الشاعر والمهتم بالنقد الأدبي سامي الثقفي أن المتتبع لتطور الساحة الأدبية في المملكة العربية السعودية يلحظ بداهة طغيان الأدب الرجالي على الأدب النسوي وعلى الخصوص في العقود الماضية يقول «لا تكاد تجد الحضور اللافت لشاعرة أو ناقدة أو قاصة أو روائية أو أي مبدعة في فن من فنون الأدب، وإن وجدت فإنه حضور خافت لا يرقى إلى المستوى المأمول، وربما يعود ذلك إلى الحساسية التي يتعامل بها المجتمع في ذلك الوقت مع ظهور المرأة وحضورها والتعبير عن مشاعرها، حتى ولو كان ضمن الأطر المسوح بها. ومع ازياد حركة الثقافة، وانفتاح وسائل التواصل الاجتماعي بدأنا نلحظ وجود مثقفات وأديبات حقيقيات بل لم يقف الأمر عند هذا الحد حيث فازت بعض الأديبات بجوائز أدبية مرموقة في العمل الإبداعي والتأليف والنشر». وفيما يخص دراسة الأدب النسوي السعودي وما يتصل به من قلة تقديم منجز نقدي بخصوصه فإن حداثة وجِدة ظهور التجربة الأدبية النسوية هو السبب الرئيسي في هذا الأمر.