لا أعرف الجبل الذي تأوي إليه طرائد الأشجار في الأحراش يطيب لي معنى الحصار، يطيب لي موت صغير بين حبينا وبين موائد من لذة الأوراق أو من فتننة الكلمات والجمل التي لايستفيد الخلق منها يطيب لي قبر تسيجه الرياحين التي لا تنقل الأخبار بين جرادتين ولا تراقصه فتاة بالحجاب قد كان نصف «الحاء» يملؤ نصفها المكتظ بالأوجاع والأحلام.. ** لا أعرف القمر الذي مرت عليه عيون حبيبتي في ظله تسري نجوم عاريات فاتنات قانتات تحت ظل الله تتسابق الأشياء والقمر الذي مرت عليه عيون حبيبتي وهناك في ركن من الأرض التي طردت من الأرض القصية يعتريني بعض زيتون وتين يابس الأوراق مختار بسورته العظيمة والمقام.. ** يطيب لي سفر على قلق كأني فوق جسم الريح مصلوب على قافية ياااهذا المسافر كف عني كل ما في الليل من عبث وفوضى في انتظار الصبح أن يقفز من الشباك لكن كل ما في الليل يا هذا المسافر لا يتيح الوقت حتى لاختناقي كيف لي أو كيف حتى للفراشة أن تنام.. ** رهن الإشارة أنت يا عمري لموتك كن أمينا في حديث الموت كن مستعملا أدواتك الأولى وكن مستعجلا عند الوصية إنها اللحظات يا موتي الصغير أمام مفترق الحياة فكن على قدر السؤال وكن على قمر الجمال مسجلا للريح مشوارا جديدا فاحتمال الأرض أو حتى احتمال الفرض مسكون بساقية الكلام.. ** يطيب لي نص يماثل مفردات اللوح يخرج من أديم النص ديوان ووردة وتفيض كل معاجم الدنيا «وياقوت» يبيع تراثه في جبتين إحداهما للبرد يكنزها ويدخر السنابل والتراب لجبة أخرى ياااأم هارون الرشيد تنفسي الصعداء هذي زبيدة تستحم الآن بالطين المعطر تحت شمس الرافدين وقوافل التجار تشرب سلسبيل الحق لعل حقيقة رومية غلبت وهنا يطيب لي السفرجل والرخام.. ** لا أعرف الشيطان حين يتيه في عصبي وحين تسبح الأزهار أو تتعتق الاقداح في عنبي لا أعرف التاريخ والجبر الذي قتل المفكر نفسه حزنا عليه فتراه قطع إصبعيه وكاحليه يطيب لي حل المسائل هكذا بتبارك الرحمن أو بتقادم الرمان واهرب من تفاصيلي إلى تأويل آي الخوف فاظفر بقلبك واسترح بين الملثم واللثام ** خذ يا سمؤال بعض أمتعتي وغلف ما بدا منها بغصن الشيح والوزاب وارسلها بريدا زاجل الخطوات أرسلها مساكيني هناك عيونهم ثكلى لقلبي يرفعون أكفهم تلقاء مكة اااه يا وجع البريد المر يحمل همي الأبدي ينثر بين أيديهم عذابي حين يختلط الحلال مع الحرام ** يا سافر القلبين والشفتين يا مستنزف الضوء القديم يا عابرا نصف الصراط ونصفه لن يعبرك يا فارسا دخل الطراد ومات قبل المعترك مهلا على زفرات نعناعي ومهلا حين يمضي بي شراعي مهلا لأني قد يطيب لي البقاء حكايتين وإن رحلت فاقرئ مساكيني البنفسج والسلام اقرئ مساكيني البنفسج * شاعر سعودي