«تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، هذا المثل انطبق على أنس مبارك آل سليم عندما حلم بشهادة المحاسبة ليجد نفسه في النهاية بين المقلاة وقدور الطهي، تتهافت عليه الفنادق الكبرى وشركات السياحة والفندقة، فقد أصبح من أمهر الطهاة، يقدم أشهى الأطباق العالمية والمحلية بطريقة محترفة. أنس قدّم على أحد المعاهد الشهيرة للتدريب الفندقي ليدرس المحاسبة، ليجتمع بالطهي صدفة في مادة أساسية أثناء دراسته في المعهد، ولكن تفوقه فيها وحبه لها جعله يخوض هذا التخصص في مجتمع يحرمه على الرجل. يروي أنس قصته ل«عكاظ» فيقول: «بدايتي في عالم الطهي كانت صعبة جدا لأن مجتمعنا لا يتقبل أن يعمل رجل سعودي طاهيا يدخل المطبخ، فهو مملكة الأنثى وعالمها غير أنني قررت خوض هذا التحدي بمجرد البدء في تعلمي فنون الطهي». وأضاف: قد لا تتوقع أن شغفي بفنون الطبخ جاء صدفة فقد التحقت بأحد المعاهد الشهيرة في الرياض للتدريب الفندقي وكان هدفي دراسة المحاسبة وأن أصبح أمينا للصندوق وفق برامجها، وكان من ضمن متطلبات الدراسة آنذاك تعليم أساسيات الطهي، وخلال تعلمي لتلك المادة جذبني عالم المطبخ إليه فعشقته، لأحول دراستي وحياتي المهنية نحو المطبخ وأصبح طاهيا محترفا. في البداية لم تتقبل عائلتي هذا القرار وهو ما تطلب مني وقتا وجهدا كبيرا لإقناعهم بذلك. وبين الشيف أنس أن قرار تحوله ليصبح طاهيا استلزم منه مضاعفة الجهد والعمل على تحقيق هدفه لكي يصبح بارعا في كافة المطابخ العالمية، ومنها المطبخ الإيطالي الذي ينوي التخصص فيه مستقبلا، إضافة إلى المطبخ الصيني والهندي، فأنس يحلم بأن يتحول للعالمية في عالم الطبخ. وعن التحاقه بأحد اشهر سلاسل الفنادق والمنتجعات العالمية التي تعمل في العاصمة الرياض قال: «انضممت إليهم بعد طلب رسمي بذلك، حينما شاركت في عدة مسابقات طهي على مستوى العالم، كما شاركت في تقديم برامج طهي على القنوات الفضائية كشيف سعودي وحصلت على جائزة التميز السياحي التي قامت بتحكيمها لجنة دولية من المحكمين تضم أكاديميين وخبراء متخصصين في السياحة والضيافة، وقد تسلمت الجائزة من قبل الأمير سلطان بن سلمان».