قبل ساعات على المعركة المصيرية لمرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي للرئاسة الأميركية في ولاية نيويورك اليوم، والتي أنفقوا فيها أكثر من 15 مليون دولار، أكد المرشح السابق للرئاسة العربي الأصل رالف نادر ل «الحياة»، أن الخطاب الانتخابي المحرّض ضد المسلمين «نتاج عسكرة السياسة الخارجية للولايات المتحدة». وأشاد ب «مؤشرات جيدة» لدى المرشح الديموقراطي بيرني ساندرز، مؤكداً رفضه التصويت لهيلاري كلينتون أو دونالد ترامب أو أي جمهوري آخر. نادر صاحب الجذور اللبنانية من بلدة بشري، والذي خاض خمس معارك للانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة أشهرها عام 2000، حين حمّله الديموقراطيون مسؤولية خسارة آل غور أمام جورج بوش بفارق 537 صوتاً في ولاية فلوريدا، ما زال يتمسك بتوجهه اليساري ومبادئ حماية المستهلك التي دافع عنها منذ ستينات القرن العشرين. وقال: «لا يفاجئني الخطاب المحرض ضد المسلمين في الحملة الرئاسية، خصوصاً من ترامب، إذ إن أسس الخطاب ترتبط بمشكلة أعمق من آراء ترامب وتسبق حقبة بدء عمله السياسي، وتتمثل في عسكرة السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط ودعمها غير المحدود لإسرائيل». وتابع: «لم نستطع (كأميركيين) فهم موجة استياء شعوب الشرق الأوسط، بعد قرن من تفتيت منطقتهم بين بريطانيا وفرنسا، وتعاطينا مع هذه الشعوب بطريقة فاقمت الأزمة وعززت الصور السلبية لدينا حتى في نظرة هوليوود للعرب كأشرار وأوغاد. وهناك بالتالي معاداة للسامية ضد العرب في الولاياتالمتحدة، ونحن ساميون ولا يجوز استخدام هذا التعبير فقط في الحديث عن اليهود». ودعا نادر إلى «إعادة حضور العرب الأميركيين في سياسة الولاياتالمتحدة، لكن هذا الأمر يواجه صعوبات نظراً الى افتقاد هيكلية تنظيمية لتكريسه باستثناء الجامعات، حيث يبني الطلاب العرب اليوم تحالفات مع بقية الأقليات لتقديم الصورة الحقيقية في تحرك يعتبرونه نقطة بداية». واللافت أن المرشح الرئاسي السابق والسياسي المشاكس، لا يبدي تفاؤلاً كبيراً بهذه الانتخابات، ويقول: «لا مؤشرات إيجابية كثيرة، فالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي تعتبر من الصقور، ألقت خطاباً مهيناً في آيباك، لذا لا أمل فيها. أما الجمهوريون فأسوأ، ويجهلون قضايا المنطقة». لكن نادر أشاد بالسيناتور الديموقراطي الاشتراكي الميول ساندرز، وقال: «أعتقد بأنه مميز، وهو يجلب التقليد الاشتراكي والسلام. لا يتحدث كثيراً عن هذا الأمر لئلا يتهمونه بأنه ضعيف، وهو يتفادى لغة التحريض». واعتبر نادر أن سياسة ساندرز «لن تكون مثالية في الشرق الأوسط في حال فوزه، لأنه يفتقد الهيكلية التنظيمية القوية لدعمه ضد الجهات العسكرية واللوبي الإسرائيلي في واشنطن، لكنه يستطيع أن يكون قوة تكبح هذه الجهات، وتعمل للسلام وتستبعد الخيار الأول للحرب». وفي حال خسارة ساندرز أمام كلينتون التي يتخلف عنها اليوم في عدد المندوبين، أكد نادر أنه لن يصوت للأميركية الأولى سابقاً «بسبب تأييدها الحرب على العراق رغم اعتذارها لاحقاً، والتدخل العسكري في ليبيا. وهي تدعم العسكرة السياسية، أما ترامب فلا تمكن الثقة به». ودعا إلى عقد مؤتمر سلام في المنطقة، مذكراّ بأن «الجامعة العربية قدمت المبادرة العربية للسلام في 2002 وإسرائيل لم ترد، لأن الولاياتالمتحدة لم ترد، والإدارة الأميركية تجاهلت المبادرة».