يبدو أن الكتب التي تتناول مواقع التواصل الاجتماعي وتقنية الهواتف الذكية أصبحت تستقطب شريحة كبيرة من الجمهور، إذ سيطرت هذه النوعية من الكتب على دور النشر في معرض الرياض الدولي للكتاب، ما يشير إلى أن اهتمامات الشباب بالكتب لا بد أن يكون من بينها كتب تتحدث عن تقنيات التواصل والمواقع الاجتماعية، ذلك أن آخر دراسة أجريت على مواقع التواصل تفيد أن إدمانها يفوق إدمان السجائر والمخدرات. يقول الدكتور عمار عبد الكريم بكار المتخصص في الإعلام الجديد، إن مواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت الكمبيوتر وأصبحت جزءاً من المكتبة التقليدية، مشيراً إلى أن هذا أمر طبيعي، فالمؤلف والكاتب يكتب من واقع المحيط الذي يعيشه، وبما أن محيط الإنسان أصبح يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي، وأجهزة الحاسب المحمول فمن المنطقي أن يكون جانب كبير من الكتب والروايات معتمدا على هذا، مع أن الكتب حتى الآن لا تعتبر كثيرة، ويتوقع أن تكون أكثر في السنوات المقبلة. ويرفض نتائج الدراسة التي صنفت التعامل مع مواقع التواصل أو الجلوس على الإنترنت بأنها نوع من الإدمان، لأنها اعتمدت في رأيه على سؤال عينة مختارة عن الشيء الذي لا تستطيع الاستغناء عنه فكان الإنترنت. وقال إن الإنترنت ليس عادة بقدر ما هو احتياج، ومن الخلل العلمي المقارنة بين أصناف غير متشابهة أو متماثلة فالإنترنت هو احتياج للفرد وليس مجرد عادة، فالإنسان يبني حياته كلها على الإنترنت فهو يعمل ويتواصل مع أصدقائه ويطالع كتباً ويتواصل مع الأصدقاء. وفي دراسة أجريت على عينة من الأفراد كانت عبارة عن سؤال ''لو سيذهبون لجزيرة ولهم حق الحصول على شيء واحد ماذا سيكون؟''، اقتصرت الإجابات على ''الهاتف النقال'' و''الكمبيوتر المحمول''، لذا فالإنترنت عبارة عن نمط حياة يصعب التخلي عنه. وأوضح أنه في حال أجريت الدراسة هنا أو على السعوديين فإن نتائج التعلق بمواقع التواصل الاجتماعي ستكون أكبر بكثير نظراً إلى عدم وجود فرص للترفيه، فدول الخليج أقل الدول في الحدائق والمتنزهات العامة، كما أن طبيعة الجو ولّد ما يسمى ب ''الترفيه الداخلي''، وهو اقتصار الترفيه على المنزل، لذا ستكون نتائج تعلق الأفراد بمواقع التواصل الاجتماعي أكبر من دراسة الغرب. وبحسب أحد الدراسات أن السعودي يبدل هاتفه المحمول كل شهرين، وهي من أكبر النسب في تبديل الأجهزة نظراً إلى أن الهاتف هو جزء أساسي من حياة الإنسان السعودي أو الخليجي. ولا يحدد بحديثه عدد ساعات معينة للتعامل مع الإنترنت تسمى بالمعدل الطبيعي، وقال إنه بحسب طبيعة استخدام الفرد فلو مكثت وقتا طويلا في العمل على الإنترنت فأنت مدمن للعمل، ولو كان في القراءة فأنت مدمن قراءة. وقال إن مدمن الإنترنت أو من يقضي وقتا طويلا في تبادل الحديث أو الألعاب هو في الأصل مريض نفسي أو يولد لديه مرض نفسي يسمى ب ''الوسواس القهري''، كالحاجة لتحديث صفحة ''الفيسبوك'' كل دقيقة مثلاً وهو ما يستلزم العلاج. وتنبأ بأن المستقبل سيرينا مصحات للعلاج من إدمان الإنترنت على غرار أنواع الإدمان الأخرى، ونصح الأفراد بوضع جدول لأنفسهم وتنظيم دخولهم للإنترنت بتحديد وقت معين لا يتجاوزونه ومهام معينة ينهونها خلال جلوسهم على الإنترنت. ويقول محمد ماهر من إحدى دور النشر، إن الكتب التي تتحدث عن ''البلاك بيري'' ومواقع التواصل تباع بشكل كبير وتجد إقبالا من الشبان والفتيات، معتقداً أنهم بمجرد لمح اسم يخاطب شيئا يحبونه يميلون لانتقائه لأنهم يشعرون أنه سيعبر عنهم.