قام أحد شباب دار الأيتام التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في جدة، باستغلال إحدى فتيات الدار المتبناة من قبل عائلة سعودية بسيطة، حيث لم ترزق مربيتها ببنات، فتبنت هذه الفتاة منذ صغرها، حتى تقدم هذا الشاب لخطبتها. تقول مربية الفتاة "تعمدت تزويجها من شخص مر بنفس ظروفها، حيث رجوت أن يخشى الله في معاملتها كونه يعلم ما تشعر به أكثر من شخص عاش حياة طبيعية وسط أهله، وهذا ما جعلني أوافق، فخفت تزويجها من شخص مختلف عنها ويجرحها في يوم ما، فظننت أن زوجها الحالي هو أدرى بمعاناتها وأصلح، ولم أعتقد بأنه سوف يدمر حياة ابنتي". تزوج من فتاة أخرى وتعبر الفتاة التي أوردت جريدة "الشرق" السعودية قصتها وتحتفظ باسمها، عن معاناتها وتوضح "عندما بلغت 17 عاما من عمري، تقدم شاب من الدار لخطبتي، فوافقت ووافق أهلي على عقد قراني به، وكانت مجرد ملكة (عقد قران) لأنه طلب مني السفر معه إلى كندا، ولم يتسن لي ذلك، حيث كنت في فترة اختباراتي النهائية، فطلبت منه والدتي السفر بمفرده، كي يستقر ويأمن لي السكن هناك، وبعد سفره أصبح يتصل بنا متى ما احتاج المال، وسرعان ما يغيب بعدها، حتى انقطعت أخباره، وبعد عامين اكتشفت أنه متزوج من فتاة يمنية الجنسية، ومستغلا جميع أوراقي الرسمية في الشؤون، فيحصل على الإعانات التي تقدمها لي الدولة، حتى تكاليف زواجه من غيري أقامته له وزارة الشؤون على أساس أنه زواجي، ومازال محتفظا بأوراقي ويرفض أن يعطيني إياها، كي يستفيد بذلك من جميع حقوقي". وتضيف "حاولت الاتصال به وطلب الطلاق، إلا أنه كان يماطل، ووافق على تطليقي بشرط أن أدفع له عشرين ألف ريال، ولم أملك وقتها غير 15 ألف ريال، فعرضتها عليه لكنه رفض، وأجابني ب "إن لن تدفعي فاذهبي أنت واخلعيني"، ولم ينفق علي شيئا حتى الآن". الوزارة غير مسؤولة وأضافت مربية الفتاة "ذهبت إلى الكثير من المختصين، رغبة بالتوصل إليه، حيث إننا لا نعرف له عنوانا، ولا نريد منه شيئا غير تطليقها كي تلتفت لحياتها، وتضيف "وصلني مؤخرا خطاب من الوزارة، تبين به أنهم غير مسؤولين عن تصرفاته، وبأنه مسؤول عن نفسه، فيئست من هذا الرد، حيث إن الوزارة بنفسها لم تصل إليه ولم تفعل شيئا، فكيف يمكنني أخذ حق ابنتي". مدير الشؤون الاجتماعية في جدة عبدالله آل طاوي طلب إحضار الفتاة إلى مكتبه، وسمع منها جميع تفاصيل القضية، حيث وعد بالسعي وراء تطليقها منه لإنهاء معاناتها التي دامت خمسة أعوام. وتعجب نائبه سعيد الغامدي من صمت الأم طيلة هذه المدة، فأجهشت بالبكاء قائلة "لم يتبق لي باب لم أطرقه، وذهبت لكل من يهمه الأمر بدون جدوى، فلا أجني غير إحالتي من شخص لآخر".