انتقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كلا من روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض(الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين "قمع الاحتجاجات" في سورية. واعتبرت كلينتون في تصريحات خلال زيارة الى جمهورية الدومينيكان أن المجلس "أخل بمسؤوليته" عندما فشل في تبني مشروع القرار الأوروبي، بسبب استخدام روسيا والصين حق النقض. وقالت إن "الدول التي اختارت استخدام الفيتو ضد مشروع القرار سيتحتم عليها ان تقدم الى الشعب السوري تبريرها الخاص" لخطوتها هذه. وأضافت أن "الشعب السوري لن ينسى ذلك". وقد تعهدت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بالاستمرار في الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، في حين قالت المعارضة السورية ان الفشل في ادانة النظام قد يفتح الباب امام مزيد من العنف في البلاد. وقالت فكتوريا نولاند الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية، في تصريحات صحيفة، ان "الولاياتالمتحدة ستستمر في العمل مع اكبر عدد من الدول للاستمرار في زيادة ضغطنا على النظام السوري". واضافت: "نعتقد انه على الرغم من التصويت الاخير، يستمر عدد الدول المستعدة لرفع مستوى الضغط على النظام (السوري) في التزايد اكثر واكثر، وسنعمل معهم" في هذا الاتجاه. وكانت الصين وروسيا قد استخدمتا (الفيتو) لاسقاط مشروع تقدمت به بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال في جلسة مجلس الامن الدولي الثلاثاء يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري على المحتجين السوريين. وقالت نولاند: "نحن نعتقد جازمين ان التاريخ سيظهر من هي الدول التي كانت على حق، ومن التي كانت في الجانب الآخر، عقب تصويت امس (الثلاثاء)". برهان غليون، زعيم المعارضة السورية "من اجل تفادي الانزلاق نحو العنف يحتاج المجتمع الدولي الى التحرك بشكل مختلف لادراك المخاطر التي نواجهها في هذه اللحظة التاريخية." وعلى الرغم من الغضب الاوروبي والامريكي، قالت بكين وموسكو انهما لن تقبلا اي تلميحات بفرض عقوبات على الحكومة السورية. "التزام اخلاقي" من جانبه اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن الاسف لعدم توصل مجلس الامن الى قرار حول العنف "غير المقبول" في سورية، وقال: "علينا التزام اخلاقي لمنع المزيد من ارقامة الدماء". الا ان دمشق اعتبرت اسقاط القرار "يوما تاريخيا بوقوف روسيا والصين ضد الظلم"، حسب تعبير بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري. وكان مشروع القرار قد اسقط على الرغم من تأييد تسعة دول من مجموع 15 دولة عضو في المجلس، وامتناع جنوب افريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن التصويت. ويقول مراقبون ان التصويت على سورية كرس الانقسامات العميقة القائمة بين الدول الاعضاء في مجلس الامن، وخصوصا دائمة العضوية، على خلفية عمليات حلف شمال الاطلسي ضد اهداف ليبية حكومية تحت تبرير قرارات من مجلس الامن. "تشجيع العنف" اما المعارضة السورية، التي تشكل لها مجلس قيادة في اسطنبول الاحد، فقد قالت ان الروس والصينيين "يشجعون العنف" بافشالهم قرار الادانة من المجلس. وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، المظلة السياسية الجديدة للمعارضة السورية، من باريس الاربعاء ان "دعم بشار الاسد ومشروعه العسكري الفاشي لن يشجع الشعب السوري على الالتزام بثورة سلمية". واضاف انه "من اجل تفادي الانزلاق نحو العنف يحتاج المجتمع الدولي الى التحرك بشكل مختلف لادراك المخاطر التي نواجهها في هذه اللحظة التاريخية".