استمر التصعيد الميداني بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إذ أعلنت تل أبيب عن سقوط أكثر من 17 صاروخاً وقذيفة هاون على أراضيها، بينما قالت السلطة الوطنية الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي نفذ حملة اعتقالات طالت العشرات في الخليل، معتبرة أن ما يجري "غير مقبول"، ويؤكد ضرورة إعلان الدولة الفلسطينية. وقال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين: " إن ما يجري يزيد النار اشتعالاً، وهو يجعلنا على ثقة تامة بضرورة السير في إستراتيجيتنا للحصول على اعتراف من الأممالمتحدة.. هذا هو الخيار الصحيح، لأنه لو كنا دولة كاملة العضوية بالأممالمتحدة لفكرت إسرائيل مرتين قبل أن تشن الهجمات علينا." وكالة الأنباء الفلسطينية قالت إن قوات الجيش الإسرائيلي داهمت مدينة الخليل وعددا من بلداتها، واعتقلت أكثر من 70 فلسطينياً في عملية عسكرية مستمرة، وصفت بالأكبر منذ اجتياح المدينة عام 2003. ونقلت الوكالة عن سكان المدينة، أن أكثر من 50 آلية عسكرية اقتحمت المدينة من عدة محاور، وشرع الجنود بعمليات مداهمة وتفتيش للمنازل وعبث بالمحتويات واحتجاز للمواطنين، حيث اعتقل العشرات وتم اقتيادهم إلى مراكز تحقيق. وعرف من بين المعتقلين، النائب في المجلس التشريعي، محمد مطلق أبو جحيشة، المقرب من حركة حماس، والشيخ عزام حسونة، وأشخاص من عائلات النتشة والقواسمي والزغير. كما أشارت المعلومات الفلسطينية إلى اقتحام منزل مفتي محافظة بيت لحم، الشيخ عبد المجيد عطا، في مخيم الدهيشة، وسط إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى إصابة نجله، أسيد، بكسر في قدمه. من جانبه، قال المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس، إن حكومة الحركة المسيطرة على القطاع "أجرت سلسلة اتصالات مع جهات دولية وإقليمية" لوقف العمليات الإسرائيلية. كما قال المركز إنه وللمرة الأولى منذ بداية المواجهات المسلحة مع إسرائيل، جرى استخدام صاروخ موجه ضد بارجة إسرائيلية في عرض البحر، مشيراً إلى أن صوت الانفجار سمع في مدينة غزة ليلاً. أما في إسرائيل، فقد أعلنت وزارة الدفاع أن نصف مليون شخص اضطروا للنزول إلى الملاجئ في مناطق جنوبي البلاد خشية التعرض للقصف الصاروخي خلال الفترة الماضية، كما قتل شخص واحد على الأقل في بئر السبع الأحد، مشيرة إلى أن حصيلة الهجمات من قطاع غزة سجلت السبت 64 قذيفة وصاروخ. ودفعت هذه التطورات بشخصيات في المعارضة الإسرائيلية وأحزاب السلطة إلى دعوة الحكومة للرد بقوة على حركة حماس وقطاع غزة، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شاؤول موفاز، رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست والعضو البارز بكتلة كاديما قوله: "يجب إسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة، واستهداف قادتها وبناها التحتية." بدوره، أكد النائب الليكودي، أوفير أكونيس، على أن إسرائيل "ستسدد ضربة قاسية إلى حركة حماس تجعلها تندم على الأحداث الأخيرة." يشار إلى أن التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل كان قد بلغ ذروته السبت، إذ شنت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات أدت لمقتل 15 شخصاً، وفق مصادر فلسطينية، بينما أعلن الجناح العسكري لحركة حماس أن التهدئة مع تل أبيب لن تستمر مع التصعيد العسكري، في حين دعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن. ويذكر أن مجلس الجامعة العربية سيعقد أجتماعا طارئا على مستوى المندوبين لبحث التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية وغزة.