شنت قوات يمنية يدعمها رجال قبائل مسلحون هجوما في محاولة لاستعادة مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين بجنوب البلاد الأحد بعد شهور من القتال العنيف مع متشددين إسلاميين استولوا على مدينتين وقاعدة للجيش في المنطقة. وقتل عشرات الأشخاص وفر نحو 54 ألف مدني من محافظة أبين الملتهبة التي تشهد أعمال قتل يومية في الوقت الذي يواجه فيه الجيش تحديا متصاعدا من متشددين تقول الحكومة: إن لهم صلة بتنظيم القاعدة. وبعد أسابيع من مناشدات كان يطلقها لواء عسكري محاصر قرب زنجبار للحصول على دعم ارسل اليمن تعزيزات تهدف الى طرد المتشددين خارج المدينة الساحلية. وتقع زنجبار قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يعبره نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. وقال مسؤول محلي: إن وزارة الدفاع أرسلت تعزيزات تشمل دبابات وقاذفات صواريخ و500 جندي اضافي. وأضاف ان القوات بدأت مهاجمة المدينة مدعومة بقصف مدفعي مكثف وهجمات صاروخية من سفن بهدف تحرير اللواء الخامس والعشرين الذي يقع خارج زنجبار مباشرة ويخضع لحصار منذ اكثر من شهر. ويأتي تصاعد الاضطرابات في أبين، بينما تدخل الاحتجاجات الحاشدة التي تطالب بالاطاحة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح شهرها السادس وهي الاحتجاجات التي سببت شللا في عدة مدن وتدفع البلاد نحو مأزق سياسي. وقال سكان لرويترز عبر الهاتف: إنهم شاهدوا عربات اسعاف تابعة للجيش تطلق صافراتها في أنحاء المدينة وهي تحمل مصابين. وقال مسؤول: إن نحو 15 متشددا قتلوا، وأصيب عشرات، وأضاف ان جنديين فقط قتلا في الاشتباكات. وقال رجال قبائل شاركوا في الهجوم : إنهم أرسلوا نحو 450 رجلا الى زنجبار. وقال الزعيم القبلي الشيخ محمد النخعي: إن مسلحي قبائل أبين تمكنوا خلال الأيام الستة الأخيرة من طرد مقاتلي القاعدة من عدة أماكن كانت خاضعة لسيطرتهم. وأضاف ان القبائل «شكلت تحالفا في أبين لطرد القاعدة لأسباب عدة منها شعورهم بخطورة وجود هذه العناصر في مناطقهم وأراضيهم». وتابع النخعي زعيم قبيلة النخعين ومدير عام بلدة مودية ان «بلدتنا كانت سباقة في طرد عناصر القاعدة بسبب مشكلة بسيطة استفزت القبائل». من جهته، اعتبر مسؤول عسكري ميداني في أبين مشاركة القبيلة كطرف في محاربة القاعدة «عنصرا مهما في مكافحة التنظيم المتطرف». وأوضح ان دخول «القبائل في تحالف غير معلن مع الدولة وتضييق الخناق على عناصر القاعدة أدى الى التخفيف من هجماتها على لواء محاصر منذ أواخر مايو». وأشار الى ان القبائل «شلت حركة التنقل لدى التنظيم. كما أنها تحد من وصول تعزيزات من مأرب وشبوة والبيضاء الى زنجبار».