بدأت اسرائيل تعديل مسار جزء من جدارها العازل المثير للجدل في الضفة الغربيةالمحتلة يوم الاحد بعد اربعة اعوام من قرار محكمة بضرورة اعادة ترسيم المسار ليعطي الفلسطينيين منفذا أكبر الى الاراضي الزراعية. وهدمت الجرافات الاسرائيلية جزءا من الجدار العازل وهو سياج معدني تحت انظار مجموعة من الصحفيين. وأقيم حاجز خرساني جديد على مسافة نحو 600 متر من المسار القديم بالقرب من مستوطنة موديعين عيليت. وأزال الجيش الاسرائيلي برج مراقبة يطل على بلعين يوم الاربعاء وصدم المحتجون بجرافة السياج يوم الجمعة. والجزء الذي يشمله قرار المحكمة يقع في قرية بلعين الفلسطينية التي تبعد نحو 25 كيلومترا شرقي تل ابيب والتي تشهد احتجاجات اسبوعية عنيفة ضد جدار تصفه اسرائيل بانه ضرورة أمنية ويعتبره الفلسطينيون استيلاء على اراض. وأقرت المحاكم الاسرائيلية في عام 2007 بضرورة تغيير مسار السياج بعد ان تقدم ملاك الاراضي في بلعين بعريضة احتجاج قبل ذلك بعامين. وأدى هذا الى شد وجذب مع وزارة الدفاع الاسرائيلية لحين قبول خطة نهائية لاعادة المسار. وقال الكولونيل سار تسور قائد لواء عسكري في المنطقة ان تحريك الجدار سيعطي الفلسطينيين منفذا للوصول الى نحو 140 فدانا من الاراضي الزراعية رغم انهم ما زالوا منعزلين عن 50 فدانا اخرى من الاراضي. وقال محمد الخطيب منسق حركة المقاومة الشعبية في بلعين ان تعديل المسار خطوة جيدة لكنها ليست كافية. وأضاف "بالنسبة لنا اعتقد انه احد الانجازات التي تحققت للمقاومة الشعبية وبالتالي هو يشكل فرحة في نفسي ولكن مازال الموضوع بعيدا عما نرغب وما نرجو بحيث انه مازال الجزء الاكبر من اراضي القرية مشمولا ضمن مسار الجدار الجديد." وبدأت اسرائيل بناء شبكة من السياج المعدني والاسلاك الشائكة والجدارن الخرسانية في عام 2002 في اعقاب موجة من الهجمات الانتحارية الفلسطينية. وأقرت المحكمة الدولية في لاهاي عام 2004 بعدم شرعية الجدار الجاري انشاؤه ويبلغ طوله 720 كيلومترا ويمر عبر الضفة الغربية واستشهدت في ذلك على انه يمر داخل الاراضي التي احتلتها القوات الاسرائيلية في حرب 1967. وقال الكولونيل تسور ان التكلفة الاجمالية لاعادة مسار الجدار تصل إلى 31 مليون شيقل اسرائيلي (نحو 9 ملايين دولار) تشمل اعادة غرس اشجار زيتون يملكها فلسطينيون حتى لا تتعرض للضرر بسبب العمل.