أعلن مسؤولون فلسطينيون في نهاية الأسبوع الماضي أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ بتغيير مسار جزء متنازع عليه بالجدار الأمني في الضفة الغربية، الأمر الذي يشكل انتصارا للفلسطينيين الذين قاتلوا لمدة 5 سنوات لاستعادة الوصول إلى أراضيهم. ويمكن القول: إن هذه الخطوة جاءت عقب ما يقرب من عامين ونصف العام من حكم المحكمة العليا الإسرائيلية بأن الجدار يمر بشكل غير مناسب بقرية بلعين الفلسطينية بما يؤدي إلى تمزيقها من أجل توسيع مستوطنة يهودية قريبة. واحتفل زعماء بلعين بوصول طواقم العمل يوم الخميس الماضي إلا أنهم قالوا إنهم سيواصلون الاحتجاج إلى أن تتم إزالة الحاجز بالكامل. ومع تحويل مسار الحاجز فإنه من المتوقَّع أن يتم الانتهاء منه العام الجاري؛ حيث سيعود نحو 170 فدانا من الكروم وأشجار الزيتون واللوز وغيرها من الأراضي الزراعية إلى متناول أصحابها الفلسطينيين مرة أخرى. إلا أن سكان القرية يقولون إن الجدار والمستوطنات اليهودية القريبة لا تزال تحتل ما يقرب من 400 فدان من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في السابق. وقال إياد برناط –أحد سكان بلعين وعضو في لجنة بلعين الشعبية ضد الجدار والمستوطنات– إن «حتى استعادة شبر واحد سيعتبر إنجازا، إلا أن الجدار لا يزال يُبنى على أرضنا، وحتى الطريق الجديدة سوف تقطع المزيد من أشجارنا، سوف نواصل حربنا ضد الجدار حتى نرجعه إلى حدود عام 1967» التي رسمت حدود إسرائيل قبل احتلالها للضفة الغربية خلال حرب عام 1967. وقال مسؤولون إسرائيليون إن التأخير في تنفيذ الحكم القضائي الذي صدر عام 2007 كان بسبب النزاعات القانونية التي لحقت به مع قادة بلعين حول مسار الطريق الجديدة. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية شلومو درور إنه «في كل مرة كنا نرسم فيها مسارا جديدا كان يتعين علينا أن ننتظر 3 أشهر لإعطاء الوقت للفلسطينيين للاعتراض». وأضاف درور أن الجانبين اتفقا على المسار الجديد في أواخر العام الماضي، مشيراً إلى أن الامتداد الجديد -الذي ستصل تكلفته إلى نحو 6 ملايين دولار- سيلغي خطط إقامة 200 وحدة سكنية في مستوطنة مودين إيليت اليهودية الأرثوذكسية. ومن الواضح أن بلعين كانت على مدى فترة طويلة نقطة محورية للاعتراض الفلسطيني على الحاجز الذي تعتزم إسرائيل بناءه على طول 490 ميلا والذي بدأت الحكومة بالفعل في بنائه عام 2002. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الجدار -الذي هو عبارة عن سلسلة من الجدران الخرسانية والأسوار والخنادق الإلكترونية- قد أثبت فعاليته في وقف أعمال العنف والهجمات الانتحارية. في حين يرى الفلسطينيون أن الجدار استيلاء غير قانوني على أراضٍ متنازع عليها. ويبدو أن نشطاء بلعين كانوا قد نظموا احتجاجات شبه أسبوعية ضد الجدار. وكانت معظم هذه التظاهرات سلمية إلا أن بعضها قد انتهى برمي الحجارة وإلقاء الغاز المسيل للدموع بالإضافة إلى اشتباكات مع الجنود الإسرائيليين. من جانبها، قالت هاجيت أوفر: إن مدير مشروع مراقبة المستوطنات بالجماعة الإسرائيلية (السلام الآن) إن تأخر الحكومة في فرض تنفيذ حكم المحكمة كان جزئيا «مسألة كبرياء»، مضيفة أنه «مع تغييره كان عليهم أن يعترفوا بأنهم خسروا». وأوضحت هاجيت أوفران أن انتصار بلعين سيكون بمثابة تشجيع لمحتجين فلسطينيين سلميين آخرين.