قرية بلعين في الضفة الغربية - رويترز - صدم محتجون فلسطينيون بجرافة اليوم الجمعة (24 حزيران/ يونيو) جداراً متنازع عليه بالقرب من قرية بلعين بعد أيام من قول الجيش الإسرائيلي انه سيمتثل أخيراً لقرار محكمة ويغير موقع الحاجز. وأطلق جنود إسرائيليون وابلاً من القنابل المسيلة للدموع واستخدموا خراطيم تطلق سائلاً له رائحة كريهة لإجبار المتظاهرين الذين كانوا يلوحون بالاعلام على الابتعاد عن السياج المعدني الذي يحجز السكان المحليين عن أراضيهم. وقرية بلعين التي تقع على بعد حوالى 25 كيلومتراً شرق تل ابيب، باتت نقطة محورية للاحتجاجات على شبكة الجدران والاسوار الإسرائيلية المثيرة للجدل التي تفصل اجزاء كبيرة من الضفة الغربيةالمحتلة عن إسرائيل. وهدم الجيش الإسرائيلي برج مراقبة يطل على بلعين اول أمس الاربعاء وقال انه مستعد لتفكيك جزء من الجدار بعد أربع سنوات من حكم المحكمة العليا الذي يقضي بضرورة إعادة توجيه الجدار ليعطي الفلسطينيين منفذا أكبر إلى الأراضي الزراعية. وذهب قادة ونشطاء فلسطينيون إلى بلعين اليوم للاحتفال بالقرار ولكنهم قالوا إن الاحتجاجات ستستمر لأن الكثير من الأراضي لا يزال يتعذر الوصول إليه. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لتلفزيون رويترز "ما حصلت عليه قرية بلعين بسبب تغيير مسار الجدار حتى الآن يقل عن نصف الاراضي التي اغتصبت من ارض بلعين لصالح الجدار." واضاف بعد اداء صلاة الجمعة "هذه بداية تراجع لذلك هذا الحدث له مغزى ومغزى هام يدل على القوة الهائلة لما اصبح نموذج في بلعين والذي لا يمكن أن ينتهي إلا بانتهاء الاحتلال وطغيانه وظلمه واستيطانه وجدرانه". وقال الناشط الإسرائيلي البارز جوناثان بولاك إن الاحتجاجات ستستمر لحين عودة كل الأراضي للفلسطينيين. وقال بولاك "فقط 60 هكتارا بين 195هكتارا عادت للقرية وسيستمر النضال حتى يتم استعادة الأراضي كلها." واقامت إسرائيل جدارا خرسانيا سيحل محل الجدار القديم على بعد مئات الأمتار خلف السياج. ولكن السياج المعدني الأصلي لا يزال قائماً وحاول عشرات المحتجين هدمه باستخدام جرافة صفراء. وشق فلسطينيون وبينهم رجل على مقعد متحرك طريقهم عبر مسار ترابي وسط أشجار الزيتون واستخداموا جرافة لكسر بوابة معدنية قبل أن يرغمهم الجنود على التراجع. وامتلأت مقصورة الجرافة بالغاز المسيل للدموع وتراجع السائق بصعوبة. وبدأت اسرائيل بناء الجدار وهو مزيج من سياج معدني وأسلاك شائكة وجدران خرسانية في عام 2002 بعد موجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية. وتطلق الحكومة الإسرائيلية عليه "السياج الأمني " وتقول انه حيوي لحماية حياة الإسرائيليين. ويشير الفلسطينيون اليه على انه "جدار فصل عنصري" ويقولون انه يرقى إلى الاستيلاء على الأراضي وابتلاع مساحات شاسعة من أراضي أجدادهم الزراعية.