قال مسؤولون عسكريون باكستانيون يوم السبت ان قائدي المخابرات والجيش في باكستان أبلغا ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) أنهما لا يرغبان في تغيير قرار بشأن عدد القوات الامريكية التي سيسمح لها بالبقاء في باكستان. ووصل بانيتا - المرشح لتولي منصب وزير الدفاع الشهر المقبل - الى باكستان يوم الجمعة في زيارة لم يعلن عنها مسبقا وهي أول زيارة يقوم بها لاسلام اباد منذ الغارة الامريكية التي اسفرت عن مقتل اسامة بن لادن واضرت بشدة بالعلاقات بين الدولتين الحليفتين. وقال الجيش الباكستاني يوم الخميس انه قلص بشكل كبير عدد القوات الامريكية المسموح بها في البلاد ووضع حدودا واضحة على تبادل معلومات المخابرات مع الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول عسكري باكستاني "عبر (بانيتا) عن قلقه ازاء خفض عدد المدربين والجنود العاملين. ابلغناه بكل وضوح (لانقبل بوجود اي جنود على ارضنا)." واجرى بانيتا محادثات مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني واللفتنانت جنرال احمد شجاع باشا مدير المخابرات العسكرية. وأكد مسؤولون أمريكيون ان باكستان قلصت بدرجة كبيرة وجود أفراد عسكريين أمريكيين وضباط مخابرات لكن مسؤولين في واشنطن يتوقعون بقاء بعضهم في البلاد. واصدر الجيش االباكتساني بيانا جاء فيه "ناقش الجانبان اطار عمل لتبادل معلومات المخابرات في المستقبل." وقال متحدث باسم السفارة الامريكية انه ليس لديه معلومات بشان محادثات بانيتا. ولم تبلغ الولاياتالمتحدة اسلام اباد بشأن الغارة التي قامت بها قوات خاصة امريكية الا بعد انتهائها مما أدى الى توتر شديد في العلاقات مع الجيش والمخابرات الامريكية. وقال مسؤول عسكري اخر "أبلغناه باننا واضحون ولا نريد جنودهم. لا بأس من تبادل معلومات المخابرات ونحن مستعدون لذلك." وقالت السفارة ان الولاياتالمتحدة قلصت عدد الافراد العسكريين في باكستان. وأغضب واشنطن حقيقة ان بن لادن اقام على ما يبدو لسنوات في بلدة باكستانية على بعد ساعتين بالسيارة من مقر المخابرات. وصعدت وكالة المخابرات المركزية الامريكية الهجمات الصاروخية باستخدام طائرات بدون طيار يتم التحكم فيها عن بعد ضد أهداف للمتشددين في شمال غرب باكستان منذ مقتل بن لادن. وغالبا ماتعرضت العلاقات بين أجهزة المخابرات الامريكيةوالباكستانية لعراقيل بسبب انعدام الثقة. وكثيرا ما يوجه الاتهام الى باكستان بالقيام بدور مزدوج حيث تتعهد بمساعدة الولاياتالمتحدة على مكافحة الجماعات المتشددة بينما تقوم بدعمها وهي مزاعم تنفيها. وقال مسؤول امريكي ان الولاياتالمتحدة أعطت باكستان مواقع مصانع متشددين لصنع قنابل في الشهر الماضي. وتم التخلي عن هذه المواقع في وقت لاحق مما يشير الى انه تم تقديم معلومات لهم. وقال المسؤول الامريكي ان بانيتا أثار هذه المسألة في محادثاته مع قائدي الجيش والمخابرات الباكستانيين. والحصول على معلومات مخابرات على الارض في باكستان حيث تحتفظ بعض الجماعات المتشددة بعلاقات ثيقة مع طالبان الافغانية والقاعدة مسألة حيوية لاشاعة الاستقرار في افغانستان. وقال مسؤول عسكري باكستاني ثالث وهو يصف الرسالة التي تلقاها بانيتا خلال زيارته "سيكون هناك تبادل معلومات مخابرات نشط في الجانبين لكن لن يكون هناك وجود أمريكي على أراضينا." وأضاف "أي عمل ضد المتشددين سيتخذ بواسطة قواتنا فقط لكننا سنتبادل معلومات المخابرات بشأن المتشددين بنشاط." وتعتقد الولاياتالمتحدة ان الحرب المستمرة في أفغانستان منذ نحو عقد من الزمن لن تنجح ما لم تقض باكستان على ملاذات امنة للمتمردين قرب الحدود.