توقع خبراء عقارات استمرار حالة الركود في السوق العقارية في قطر طوال شهر رمضان، ورأوا في هذا الركود أمرا طبيعيا ومنطقيا، بالنظر إلى أن أغلب المتعاملين يؤجلون قراراتهم الاستثمارية إلى فترة الذروة، أي لما بعد انقضاء فترة الإجازات. ورجح الخبراء أن تنتعش حركة السوق العقارية عقب عيد الفطر المبارك، بسبب العودة من الإجازات السنوية للموظفين والمدرسين، وشروع أغلب الشركات الخاصة والمدارس فعليا في تنفيذ تعاقداتهم الجديدة الخاصة بالموظفين خلال شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين، وفقاً لصحيفة "العرب" القطرية. وعبر بعضهم عن اعتقاده بأن شهر نوفمبر سيشكل انطلاقة جديدة لحركة سوق العقارات بقطر في أعقاب إطلاق العديد من المشاريع الكبرى التي جرى اعتمادها برسم الموازنة الجديد 2012-2013. وتتوقع التقارير المتخصصة أن تنمو سوق العقارات بنحو 15 إلى 20%، خلال العام الجاري، بدعم من الحاجة إلى تنفيذ عدد من المشروعات السكنية والتجارية والسياحية والخدمية التي قدرت قيمتها بنحو 3 مليارات دولار. قرارات مؤجلة وأكد نسير العجلي مدير التطوير الإقليمي لشركة "دي تي زد" للاستشارات العقارية أن الركود في السوق العقارية يظهر بشكل واضح في الدوحة، على اعتبار أنها مسرح العمليات الرئيسي للنشاط العقاري في قطر. وقال: "الأغلبية الباحثة عن العقارات أو تغيير عقاراتهم هم من فئة الأجانب والمغتربين، وهؤلاء يؤجلون قرارهم إلى ما بعد شهر رمضان". وأشار العجلي إلى أن قرار تأجيل استبدال أو تأجير العقارات الجديدة إلى ما بعد شهر رمضان يكون أيضاً بسبب الإجازات السنوية التي يقضيها هؤلاء خارج قطر، وبالتالي فهم يريدون الاستفادة من هذا الشهر الذي سيكون خلاله بعيدا عن الدوحة. ولفت إلى أن حالة التباطؤ في السوق العقارية التي شوهدت خلال رمضان الحالي مختلفة عما كان عليه الوضع خلال الشهر ذاته من العام الماضي. وقال أحمد العروقي مدير عام شركة "عقار" للتطوير والاستثمار العقاري، إن حالة الركود للسوق العقارية في شهر رمضان متوقعة وطبيعية، لميل المتعاملين بالسوق إلى تأجيل كل ما يحتاجونه إلى ما بعد شهر رمضان الذي تزامن هذه السنة مع فترة الإجازات، بيد أنه توقع أن تتحرك السوق بعد عيد الفطر. تحسن تدريجي وقال العروقي: "السوق العقارية تبدأ في الانتعاش بعد عيد الفطر المبارك ولكن بشكل متدرج، خاصة أن هذه الفترة تشهد حركة الموسم من جديد في كل المجالات، وبالتالي فإن عملية البيع والشراء تعود من جديد للحركة، لكن ليس بشكل سريع إلى أن تصل إلى ما كانت عليه في شهر نوفمبر تقريبا". واعتبر العروقي أن تقييم السوق العقارية في شهر رمضان من كل عام ليس منطقيا؛ لأن الجميع يدرك أن هذا الشهر يشهد حالة من الركود والبطء، وبالتالي فإن كل المتعاملين مع السوق العقارية يعتبرون أن هذه الفترة من كل عام بمثابة فترة لاستعادة التوازن من جديد، حتى تتم استعادة الحركة من جديد بشكل متدرج مثلما كانت الحال في عملية الركود بشكل متدرج. وأكد حسام أبوالعلا الخبير العقاري والمتخصص في هذا المجال أن السوق العقارية بشكل عام تشهد حالة من الركود في شهر رمضان، ويساعد على ذلك موسم الإجازات التي تتزامن مع هذا الشهر.