- متابعات أتاح التنظيم الذي شهده قطاع السياحة في المملكة وتصنيف الأنشطة السياحية والترخيص لها ودعمها إلى توجه بعض الشباب السعودي إلى البدء في مشاريع سياحية ومؤسسات تقديم أنواع الخدمات السياحية ومن ذلك مؤسسات تنظيم الرحلات السياحية. ويشهد قطاع تنظيم الرحلات السياحية تطورا لافتا في الفترة الاخيرة حيث بلغ عدد شركات تنظيم الرحلات 290 شركة مرخصة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تنشط في تنظيم الرحلات السياحية المحلية، وتحقق استثمارات تصل إلى 170 مليون ريال سنويا، من خلال تنظيم رحلات داخلية للمواطنين والمقيمين وضيوف الدولة. وتختلف تلك الرحلات ما بين رحلات داخل المدينة، ورحلات داخل المنطقة، ورحلات إلى مناطق أخرى في المملكة. وتتصدر مدن الرياضوالمدينةالمنورةوجدة قائمة الرحلات السياحية داخل المدن، كما تتصدر منطقة الرياض الرحلات السياحية داخل المنطقة، فيما تعتبر عسير والعلا الوجهتين الأكثر استقبالا للرحلات السياحية من مناطق أخرى داخل المملكة. ويعد المقيمون من الجاليات الأوربية والأمريكية الأكثر استفادة من هذه الرحلات المنظمة التي تقدمها مؤسسات تنظيم الرحلات ثم ضيوف الدولة من زوار المعارض والمؤتمرات، ثم المواطنون. الشباب والاستثمار وقد توجه عدد من الشباب للعمل في تنظيم الرحلات السياحية المحلية بعد انتهاء الهيئة العامة للسياحة والآثار من تنظيم هذا النشاط من خلال الترخيص للمنظمين ودعمهم وتدريبهم. ووجد هؤلاء الشباب في هذا النشاط الاقتصادي مجالا للعمل والاستثمار من خلال افتتاح وكالات ومؤسسات لتنظيم الرحلات السياحية. ودفع التطور الذي يعيشه مجال تنظيم الرحلات السياحية في المملكة أحد الشباب السعوديين لترك وظيفته الرسمية وإنشاء مشروع خاص به من خلال مؤسسة لتنظيم الرحلات. ومن الشباب الذين توجهوا الى هذا النوع من الاستثمار سعود السحيمي الذي أنشأ مؤسسة لتنظيم الرحلات السياحية بدأت عملها في المدينةالمنورة وتوسع نشاطها ليشمل مدينة الرياض. السحيمي الذي بدأ نشاطه قبل نحو خمس سنوات يرى ان السياحة قطاع واعد ومجدٍ متى ما أقبل عليه الشباب بحب وحماس ولم يستعجل الأرباح، مشيرا إلى أنه تمكن من تطوير مؤسسته بشكل سريع خاصة مع انضمام عدد من الشباب الذين شاركوه في تنظيم الرحلات سواء من مشرفين على الرحلات أو مرشدين سياحيين. ويشير السحيمي إلى أنه وجد في المعارض التي تقيمها هيئة السياحة وعلى رأسها ملتقى السفر والاستثمار السياحي السنوي فرصا مهمة لعرض منتجات منظمي الرحلات السياحية السعوديين وإبراز الأنشطة السياحية والترفيهية التي تمتاز بها المملكة، وتقديم عدد من العروض. من جهته يقول منظم الرحلات "خالد الدرويش" عن نشاطه: "هناك دوافع متعددة لاتجاهي للعمل في إنشاء مؤسسة لتنظيم الرحلات السياحية إلا أن الهدف الأول هو المشاركة في دعم السياحة الداخلية وإبراز مقوماتها وخاصة في الأحساء، إضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن السياحة الداخلية وزيادة الوعي والمحافظة على الآثار وأهميتها لأنها حقيقة لا تقدر بثمن. وعن التحديات والعقبات التي تواجه هذا النشاط يقول: من أبرز التحديات مشكلة النقل الجوي بين مدن المملكة، إضافة إلى القصور في البنية التحتية والخدمات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفنادق. ويرى ان العائد الاقتصادي للاستثمار في الخدمات السياحية ما زال في بدايته في المملكة، متوقعا أن الاستثمار في السياحة من الاستثمارات الاقتصادية الواعدة. ويقول متعب عبدالله المحمود صاحب إحدى مؤسسات تنظيم الرحلات المحلية: إنه دخل مجال السياحة عام 2006 عبر حصوله على ترخيص بمزاولة مهنة الإرشاد السياحي لبعض الأنواع من الرحلات، ومنذ أربع سنوات بدأ عمله في تنظيم الرحلات، حيث أنشأ قسما خاصا للرحلات في شركة كبرى، مبيناً أنه ومن خبرته في الإرشاد وتعامله مع عدد من المنظمين قام بافتتاح مؤسسته الخاصة لتنظيم الرحلات بعدما لمس اقبالا كبيرا من الجاليات الأجنبية وخاصة الأورو بية والأمريكية التي تعيش في المملكة على الرحلات السياحية في مناطق المملكة. وأوضح أنه ترك وظيفته الرسمية ودخل مجال تنظيم الرحلات اعتمادا على قاعدة كبيرة من الزبائن كونها خلال عمله سنوات في السياحة خاصة من الأجانب المقيمين والزوار الذين يفوق عددهم 3 آلاف شخص ينظم لهم رحلات بشكل أسبوعي، وهو ما أتاح له تنظيم رحلات بشكل تجاري مربح، بجانب رؤيته الخاصة في قلة عدد المنظمين وعدم اهتمامهم بالسياح المقيمين، وأيضاً المقومات السياحية العديدة والمتنوعة التي تتمتع بها المملكة في الكثير من المناطق. وبين المحمود أنه يقوم بتنظيم عدد كبير من الرحلات من بينها رحلات إلى القرى التراثية في اشيقر وشقراء والقصيم، إضافة إلى مدائن صالح أو جزر فرسان وأبها وغيرها، ولفت إلى أنه يعد الوحيد الذي ينظم رحلات سياحية برية إلى الربع الخالي يومي الأربعاء والخميس حيث يخترق نفود الربع الخالي لمسافة 50 كيلو مترا، كما أنه يعمل على تنظيم العديد من الرحلات في الرياض خلال وسط الأسبوع لأنها مدينة تجارية، أما في نهاية الأسبوع فينظم رحلات للكثير من المدن السعودية، ولفت إلى أن موقع شركته الإلكتروني يفيده جداً في ترتيب الرحلات بشكل مريح ومربح، حيث يتح له عرض برامجه السياحية وأيضاً استقبال الحجوزات، مبيناً أن أولى رحلاته في الفترة القادمة ستكون إلى مدينة أبها. وشدد على أن هناك إقبالا شديدا من المقيمين من الأجانب على الرحلات السياحية المحلية ولا سيما للمواقع الأثرية والتراثية، رغم قلة المعلومات المتوفرة عنها باللغات المختلفة في الإنترنت ومواقع التوصل الاجتماعي، مبيناً أن انطباعات الأجانب جيدة حيال ما يرونه في الرحلات من آثار وتراث وتاريخ وحضارة السعودية، وأوضح أنه يسعى دائما لعمل مفاجآت للمشاركين في رحلاته عبر زيادة عدد المواقع المدرجة للزيارة في الرحلة لتعريفهم بأكبر عدد ممكن من المواقع ومساعدتهم في اكتشاف ما تتميز به كل منطقة ولا سيما الأماكن الشهيرة والمميزة في المملكة وأيضاً التي يصعب الوصول إليها. وأضاف المحمود أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تدعمه وغيره من المنظمين في العديد من الأمور الفنية والإجرائية والتأهيل، مثمناً دورها في دعم السياحة بشكل عام وتنظيم الرحلات بشكل خاص. ويؤكد خالد الهبدان رئيس شركة لتنظيم الرحلات السياحية أنه مع تزايد الفعاليات السياحية وانتشارها في مختلف مناطق المملكة بات مجال تنظيم الفعاليات والرحلات السياحية له أثره الاقتصادي الهام على صناعة السياحة وأيضاً المنظمين وهو ما يدفعهم لتطوير وتنمية عملهم في هذا المجال. وبين أن الشركة نظمت الكثير من الرحلات السياحية والفعاليات خلال الفترة الأخيرة، موضحاً أنهم شاركوا في عدد كبير من الفعاليات في أغلب مناطق المملكة، وذلك لإبراز التنوع الذي تتميز به السعودية كبلد له العديد من مقوماته السياحية. وأوضح الهبدان أنهم قاموا بتنظيم العديد من الرحلات والفعاليات في محافظة الدرعية، بجانب ترتيب رحلات سياحية على ظهور الإبل للتعرف على الموروث الشعبي والحرف والمنتجات اليدوية في مناطق المملكة، وأيضاً رحلات على الدبابات النارية لهواة السياحة الشبابية والمغامرات والإثارة، وكذلك تنظيم الفعاليات الثقافية مثل الأمسيات الشعرية والمجالس. وتابع: "لاحظت من خلال عملي وخاصة في تنظيم الرحلات والفعاليات في المواقع الأثرية والتاريخية والتراثية الاهتمام الكبير بالتراث من قبل السياح سواء من المواطنين أو المقيمين في المملكة أو الزوار من الدول العربية والأجنبية، كما دل على ذلك الاستبانات التي نقوم بها دورياً في الشركة لمعرفة آراء وتقييم الجمهور لما نقدمه من خدمة سياحية، حيث وجدنا أن الأغلبية منهم يرغبون في رؤية تراث الآباء والأجداد، وزيارة المواقع والأماكن التاريخية القديمة". برنامج مساندة سياحية وتعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على دعم مؤسسات وشركات تنظيم الرحلات السياحية من خلال برنامج "مساندة برامج الرحلات السياحية" والذي يهدف لدعم وتطوير اكثر من (2800) برنامج لرحلات سياحية محلية في مختلف مناطق المملكة من خلال منظمي الرحلات السياحية المرخصين من الهيئة. وتشمل هذه البرامج جولات سياحية ورحلات سياحة ثقافية، وتسلق جبال، ورحلات غوص، ورحلات سفاري وسياحة صحراوية بالاضافة الى ضيوف المعارض والمؤتمرات المقامة في المملكة وغيرها. وقد رخصت الهيئة لقرابة 290منظم رحلات سياحية بعد تأهيلهم لمتطلبات تنظيم الرحلات السياحية المحلية، واعتمدت (850) برنامجاً سياحياً تتضمن العديد من المسارات والمواقع السياحية والطبيعية في المملكة من العام 2009م إلى 2016م، تم إدراجها ضمن الحملات التسويقية للهيئة، إضافة إلى الترويج لها في مركز الاتصال السياحي على الرقم 19988 وروزنامة الفعاليات الالكترونية على موقع الهيئة على الرابط: http://event.sct.gov.sa وموقع السياحة السعودية www.sauditourism.com.sa. ويعد برنامج "مساندة برامج الرحلات السياحية" الذي تقدم من خلاله الهيئة دعما ماليا لمنظم الرحلات للإسهام في تحمل تكاليف هذه الرحلات، أحد مجالات الدعم الذي تقدمه الهيئة لتشجيع منظمي الرحلات السياحية لتقديم برامج رحلات سياحية محلية للإسهام في زيادة الرحلات المحلية في مناطق المملكة. كما تقدم الهيئة دعما تسويقيا وإعلاميا لمنظمي الرحلات إضافة إلى تحمل إشراكهم مجانا في عدد من المعارض والملتقيات السياحية. وتعمل الهيئة بالشراكة مع منظمي الرحلات السياحية على تنمية هذا القطاع وتدعيم قدراته بما يساهم في زيادة الحركة السياحية الداخلية وتحقيق الأهداف الاقتصادية، وأسست لجنة استشارية تعمل جنبا إلى جنب مع الهيئة في تطوير وتنظيم هذا القطاع بما في ذلك تطوير القدرات الذاتية وزيادة الخبرات لدى العاملين في هذه المجال. وحرصت على فتح منافذ تسويق جديدة لمنظمي الرحلات السياحية، من خلال تفعيل برنامج سياحة ما بعد العمرة، وتشجيع تنقل الجاليات الأجنبية المقيمة بالمملكة من خلال منظمي الرحلات السياحية المرخصين من قبل الهيئة، وتنفيذ ورش تعريفية بدور منظمي الرحلات السياحية بهدف إنشاء قنوات اتصال بين منظمي الرحلات السياحية والمسئولين عن العلاقات العامة في السفارات المتواجدة بالمملكة، وتصميم برامج سياحية موجهة للفعاليات السياحية بالتعاون مع منظمي الرحلات والإشراف الميداني على آلية تنفيذها، وتسويق البرامج السياحية لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وكان من أبز إنجازات الدعم موافقة مجلس الوزراء على تأسيس الجمعية السعودية للسفر والسياحية والتي أطلقها سمو رئيس الهيئة ومعالي وزير التجارة العام الماضي. كما أسهمت الهيئة في تطوير أداء منظمي الرحلات السياحية، من خلال تنظيم دورات تدريبية المتخصصة في مجال البرامج السياحية، وتنفيذ جولات استطلاعية لمنظمي الرحلات للاطلاع على المقومات السياحية بمحافظة العلا. وتعمل الهيئة على دعم قطاع منظمي الرحلات السياحية منذ سنوات على مستوى المملكة، لتشجيع وتنمية البرامج السياحية داخل المملكة، وتسويقها على المواطنين والمقيمين، من خلال تصميم برامج سياحية متكاملة تشتمل على عناصر الإيواء والنقل والإعاشة والزيارات والفعاليات، مما يساعد أيضاً على ربط مقدمي تلك الخدمات بالبرامج السياحية ويرفع من مستوى تقديم هذه الخدمات. ويعتبر قطاع تنظيم الرحلات السياحية المحرك الرئيس لتنمية وتحفيز وتطوير واستدامة صناعة السياحة من خلال إيجاد برامج وأنشطة سياحية متكاملة يقوم بتصميمها وتسويقها وتنفيذها، مما يساعد على زيادة الحركة السياحية الداخلية واستمتاع السائح بتجربة سياحية متميزة وآمنة.