أتاح التنظيم الذي شهده قطاع السياحة في المملكة وتصنيف الأنشطة السياحية والترخيص لها ودعمها إلى توجه بعض الشباب السعودي إلى البدء في مشاريع سياحية ومؤسسات تقديم أنواع الخدمات السياحية ومن ذلك مؤسسات تنظيم الرحلات السياحية. حيث اتجه عدد من الشباب إلى هذا النشاط الذي رأوا فيه عائدا اقتصاديا جيدا، إضافة إلى دوره في تعريف السياح المحليين والمقيمين بالمواقع السياحية والتراثية في المنطقة ومن الشباب الذين توجهوا الى هذا النوع من النشاط سعود الحربي الذي أنشأ مؤسسة لتنظيم الرحلات السياحية بدأت عملها في المدينةالمنورة وتوسع نشاطها ليشمل مدينة الرياض. الحربي الذي بدأ نشاطه قبل نحو خمس سنوات يرى ان السياحة قطاع واعد ومجد متى ما أقبل عليه الشباب بحب وحماس ولم يستعجل الأرباح، مشيرا إلى أنه تمكن من تطوير مؤسسته بشكل سريع خاصة مع انضمام عدد من الشباب الذي شاركوه في تنظيم الرحلات سواء من مشرفين على الرحلات أو مرشدين سياحيين. ويشير السحيمي إلى أنه وجد في المعارض التي تقيمها هيئة السياحة وعلى رأسها ملتقى السفر والاستثمار السياحي السنوي فرصا مهمة لعرض منتجات منظمي الرحلات السياحية السعوديين وإبراز الأنشطة السياحية والترفيهية التي تمتاز بها المملكة، وتقديم عدد من العروض. وقال بأن سوق تنظيم الرحلات الداخلية مازال منصبا في الوقت الحاضر على المقيمين من الجنسيات الأوربية وزوار المؤتمرات والمناسبات المقامة في المملكة إضافة إلى المعتمرين، ويتطلع إلى أن يأتي الوقت الذي يستعين فيه السعوديون بشركات تنظيم الرحلات السياحية في رحلاتهم السياحية الداخلية. من جانبه أكد متعب عبدالله المحمود المرشد السياحي ومنظم الرحلات أنه دخل مجال السياحة عام 2006 عبر حصوله على ترخيص بمزاولة مهنة الإرشاد السياحي لبعض الأنواع من الرحلات، ومنذ أربع سنوات بدأ عمله في تنظيم الرحلات، حيث أنشأ قسما خاصا للرحلات في شركة كبرى، ثم قام بافتتاح مؤسسته الخاصة لتنظيم الرحلات بعدما لمس اقبالا كبيرا من الجاليات الأجنبية وخاصة الأوربية والأمريكية التي تعيش في المملكة على الرحلات السياحية في مناطق المملكة. وأوضح أنه دخل مجال تنظيم الرحلات اعتمادا على قاعدة كبيرة من الزبائن كونها خلاله عمله سنوات في السياحة خاصة من الأجانب المقيمين والزوار الذين يفوق عددهم 3 آلاف شخص تنظم لهم رحلات بشكل أسبوعي، وهو ما أتاح له تنظيم رحلات بشكل تجاري مربح، بجانب رؤيته الخاصة في قلة عدد المنظمين وعدم اهتمامهم بالسياح المقيمين، وأيضاً المقومات السياحية العديدة والمتنوعة التي تتمتع بها المملكة في كثير من المناطق. وشدد على أن هناك إقبالا شديدا من المقيمين الأجانب على الرحلات السياحية لا سيما المواقع الأثرية والتراثية رغم قلة المعلومات المتوفرة عنها باللغات المختلفة في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مبيناً أن انطباعات الأجانب جيدة حيال ما يرونه في الرحلات من آثار وتراث وتاريخ وحضارة السعودية. وأضاف المحمود أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تدعمه وغيره من المنظمين في العديد من الأمور الفنية والإجرائية والتأهيل، مثمناً دورها في دعم السياحة بشكل عام وتنظيم الرحلات بشكل خاص. ورغم أن الهدف الربحي هو الدافع الأساسي للتوجه إلى هذا النشاط، إلا أن بعض هؤلاء الشباب قاده عشقه للترحال الدائم في مناطق المملكة والتجول في جبالها وسواحلها ومواقعها التراثية والبيئية إلى أن يستثمر خبرته في الرحلات لحبه لها ولكونها عملا تجاريا ونشاطا اقتصاديا. ومن هؤلاء الشباب فهد بن محمد الصفح الذي تخصص في تنظيم برامج سياحية منوعة داخل المملكة منها رحلات السفاري والرحلات الصحراوية والبيئية، ورحلات الرياضات الصحراوية وغيرها. يقول الصفح عن بداية توجهه لهذا النشاط: قبل أن أبدأ مشروعي، كنت قد جلت الكثير من المواقع في مناطق المملكة ورصدت بكاميرتي ودونت رحلاتي الاستكشافية لمعظم مناطق المملكة، ومع استمرار حبي للرحلات السياحية في المواقع المختلفة بالمملكة جاءت فكرة اتجاهي للنشاط الاقتصادي لهذه الرحلات من خلال إنشاء مؤسسة للرحلات السياحية، وتعاقدت مع الخطوط السعودية لتنفيذ برنامج «اكتشف المملكة» للتعريف بالجمال البيئي والإرث الحضاري المتنوع والمتأصل في مناطق المملكة». ويرى فهد الصفح أن العمل في النشاط السياحي يتيح مجالات كثيرة للإبداع خاصة وأن مدننا تزخر بالمقومات الطبيعية والتراثية التي تساعدك على ابتكار برامج ربما لا تتوفر في دول أخرى بهذا التنوع، ويقول: «عملت من خلال مؤسستي على تنظيم رحلات لمخيمات برية، إضافة إلى الرحلات البحرية والأنشطة الرياضية، ورحلات الصيد بالصقور وكان هناك إقبال على هذه الأنواع من الرحلات وخاصة من الجاليات المقيمة في المملكة، هناك أيضا تنظيم الرحلات المدرسية الداخلية، وبرامج سفاري للفتيان والأطفال والفتيات، وبرنامج المستكشف الصيفي للتعليم بالمشاهدة والترفيه عبر الرحلات السياحية وكذلك هناك رحلات الرياضات البرية السياحية كالتطعيس بسيارات الدفع الرباعي». ويؤكد فهد أن من أبرز الصعوبات التي تواجهه وتواجه الشباب المستثمر في مجال تنظيم الرحلات السياحية عزوفُ السياح بمختلف جنسياتهم عن التعامل مع منظمي الرحلات السياحية المرخصين إلى التعامل مع المرشدين السياحيين المرخصين وغير المرخصين، وكذلك المغالاة في اسعار فنادق الدرجتين (الأربع والخمس نجوم) ورفضهم تقديم غرف فندقية مجانية لرواد المجموعات السياحية والمرشدين سواء ارتفع عدد الزوار أو قل بالإضافة الى غلاء سعر الوجبات الغذائية.