وليد ابو مرشد "ود شيخ" مدربة سعودية تخصصت في ألعاب الدفاع عن النفس، أحبت التايكوندو منذ الصغر، وتدربت على سفوح جبال الصين، ورغم تصنيف البعض هذه الرياضة ضمن الأنشطة العنيفة، تفوقت بها، حتى حصلت على 4 درجات شرفية "دان" التي تعلو الحزام الأسود، ولم يقتصر الأمر على ذلك، ولكن تخصصت في تدريب الفتيات والأطفال. تقول ود التي التقتها "الوطن" أثناء تدريبها أطفالا وفتيات على التايكوندو في الأندية بجدة، "أنهيت مؤخرا مرحلة الابتعاث، ولكني لا أنوي العمل بشهادة الماجستير في الموارد البشرية لا في القطاع الخاص ولا الحكومي، لأن فرص الابتعاث للخارج التي أتاحها خادم الحرمين الشريفين، في رأيها، لا تعني الحصول على وظيفة، بل إنها فتح لآفاق جديدة للشباب للتعلم من الخبرات العالمية، واكتشاف فرص جديدة للنجاح". وأضافت "بعد انتهائي من الدراسة، والعودة إلى المملكة، لاحظت تغييرا إيجابيا في نظرة المجتمع للحياة الصحية بصورة عامة، كما لاحظت زيادة وعي الأسر بمخاطر الوجبات السريعة بعكس ما كان عليه الوضع في السابق، كذلك لاحظت إقبالا متزايدا على النوادي الصحية والرياضية النسائية، فقبل عام 2000 لم يكن في مدينة جدة سوى فتاة تدرب على ألعاب الدفاع عن النفس مثل "التايكوندو"، أما الآن فهناك أربع فتيات يقدمن دورات في هذه الرياضة، ورغم أن التقدم بطيء إلا أن ذلك دليل على أن الوعي بأهمية الرياضة بأنواعها يرتفع باستمرار لدى الفتيات السعوديات، وبمختلف الأعمار". وعن بداية علاقتها بالتايكوندو، قالت "بدأت التدرب على اللعبة عندما كنت في مرحلة الطفولة، ضمن الأنشطة اللامدرسية، وتوقفت حتى بداية المرحلة الجامعية، ولأنني كنت أحمل رغبة صادقة لمواصلة تعلم مهارات الدفاع عن النفس، بحثت عن جهات تقدم حصص تدريب للفتيات على "التايكوندو"، حتى وجدت غايتي لدى المدرسة الكورية العالمية في جدة، وذهبت مع أسرتي، وتعرفت على المدربة الكورية "كيم"، وواصلت التدريب لمدة 10 سنوات، وكنت كل 3 أشهر أحصل على حزام أو درجة، حتى استحققت الحزام الأسود ثم الدان، وكل دان هو درجة شرفية وخبراتية، يتطلب الحصول عليها التدريب لما لا يقل عن عام، أو أكثر، والآن أنا حاصلة على الحزام الأسود وأربعة دانات، أي أربع مراتب شرفية". وعن تجربتها في التدريب، تقول الكابتن شيخ "بدأت التدريب عام 2000 عندما طلبت للعمل في إحدى الجهات التعليمية الأهلية، وكنت أحمل حينها الحزام الأزرق، وبعد فترة كانت البداية الفعلية بتدريب 50 فتاة لدى مخيم دعوي صيفي للفتيات الصغيرات نظمته الداعية الإسلامية الدكتورة سناء عابد، ثم دربت العديد من الأطفال والفتيات لدى مستشفى التخصصي بجدة، وحاليا أقدم حصصا منتظمة للأطفال طوال العام لدى مدرسة لينز طه التعليمية العالمية، كما أدرب فتيات وسيدات في مركز تدريبي خاص في المنزل"، مشيرة إلى أنها تركز على تدريب الأطفال، حيث تتلقى طلبات متزايدة الشريحة بين 4 : 13 عاما. وعن جدوى تعلم ألعاب الدفاع عن النفس للفتيات تقول الكابتن ود "التايكوندو مصنفة عالميا ضمن ألعاب الدفاع عن النفس، وهي ليست من الرياضات العنيفة، ولكنها تعتمد على قوانين صارمة وأسلحة دفاعية غير خطرة، باختصار هي تقنيات علمية وجسدية تجعل الفتاة قادرة على التصرف الدفاعي السليم للتصدى لأي اعتداء". وتنصح ود متدرباتها بعدم مهاجمة المعتدي، بل التصدي له، ثم الهرب فورا، مؤكدة أن المرأة مهما كانت قوية فإن البنية الجسدية للمرأة تبقى أقل قوة من الرجل.