من لا يتقن فن الاستماع لا يجيد فن الحديث؛ فالإنصات هو خلق متأصل في الأعماق والرغبة الخالصة في النفس في حسن الاستماع والنية الأكيدة الصادقة في محاولة الإنصات للمتحدث وفهم ما يرغب المحاور في قوله. وقد ناقش زوار تويتر أهمية أن نتحلى بالإنصات الجيد أثناء الحوار والحديث مع بعضنا البعض, ففي هاشتاق بعنوان "الإنصات الجيد" يدعو المغردين إلى ضرورة التحلي بهذا السلوك الجيد في الحديث مما يعود بالنفع علينا, ويرى البعض أن الإنصات الجيد شرط ضروري للحديث الجيد والمتعقل في الحوار. في البداية عدد نايف عديان القرشي مزايا الإنصات الجيد وهي محبة الآخرين واحترامهم والهيبة في القلوب وصوابية القرار وقوة المنطق والحجة. وذكرت "رتويتات" أن الإنصات الجيد دليل على الرقي والتعلم, وأن الصمت الذي يلحقه حكمة ودهاء نعم الصفة, أما الصمت الغير مبرر فيه بل يلحقه ضعف في الأسلوب والحوار فهذا مذموم. وأشار سامي عبد الله القرشي إلى أن كثيراً من الذين لا يطبقون الإنصات الجيد يظنون أنه ينقص من قدرهم بإظهارهم محتاجين لكلام المتحدث، بينما هو ذوق رفيع يرفع قدر صاحبه, ويعتبر أولى علامات العقل وأولى خطوات العلم وأهم مهارات كسب الآخرين. وذكر أبو أسامة القرشي أن الإنصات الجيد خلق وأدب نفقده كثيراً في البرامج الحوارية وبالأخص برنامج الاتجاه المعاكس. كما شدّد إبراهيم عديان على أهمية الإنصات الجيد في العلاقة الزوجية وقال: "انصت جيدا إلى زوجتك، استشرها في أمور حياتك، لا تهمل رأيها فهي تسعى لإسعادك"، وأضاف عديان أنه ليس شرطاً أن يقترن الاستماع بالاستمتاع, فأحيانا لابد من استخدام قارب المجاملة. وطالب حاسن الخماش بضرورة الإنصات إلى الأطفال والصغار لأنه بالإنصات إليهم تقوي شخصيتهم وينمي لديهم التساؤل والملاحظة، وتكون أقرب لقلوبهم, وأورد الخماش مقولة للمنفلوطي يقول فيها: "أول العلم الصمت، والثاني حسن الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل به، والخامس نشره". وقالت نورا "noora" إن الإنصات الجيد دليل احترامك للمتحدث ورغبتك في الاستفادة، إضافة إلى كونه من الآداب.