قضية فهم الاختلاف بين المرأة والرجل عامل مهم ورئيس في نجاح علاقتهما الزوجية وقدرتهما على تخطي صعابها بكثير من العقلانية والاتزان والنجاح في إدارتها.. والاختلافات بين الجنسين كثيرة ومتعددة وتأخذ أشكالاً وأنماطاً متباينة...منها مهارة الإنصات التي تعتبر من أهم وسائل الاتصال عند المرأة وقد أثبتت الدراسات العلمية انفراد الإنسان عن سائر المخلوقات في خاصية الاستماع للأصوات قبل الولادة وهو في رحم أمه عكس الحيوانات ولذلك كان مهما حرص الأم على مخاطبة جنينها وإسماعه كلاماً جميلاً وحرص الرجل على عدم الصراع والاختلاف مع المرأة أثناء حملها حتى لا تصل تلك النبرات الحادة المنفعلة إلى أسماعه فتشكل في داخله صورة الأب منذ ذلك الحين . وقد أودع الله قدرة الإنصات عند المرأة لأنها ملاذ الأسرة وصدرها الرحب فهي لا تمل من الإنصات للكبير والصغير وعلى الرغم من أن المرأة (ثرثارة) بطبيعتها (إذ أثبتت دراسة علمية فرنسية أن عدد الكلمات التي تنطقها المرأة في اليوم الواحد يصل إلى (ثلاثة أضعاف) ما ينطقه الرجل وأن متوسط الكلمات التي تنطق بها النساء في اليوم الواحد تصل إلى حوالى 20 ألف كلمة في مقابل 7 آلاف كلمة للرجل والسبب العلمي وراء ذلك أنه توجد مساحتان للتحدث في فصي دماغ المرأة (الأيمن والأيسر) تجعلها قادرة على الحديث لوقت طويل وتجد متعة في ذلك وهو ما لا يتوفر للرجل) نقول على الرغم من شهوة الحديث لديها إلاّ أنها منصتة جيدة من الطراز الأول على عكس الرجل الذي يبحث عن (زبدة الكلام) ويتفاعل مع (ما قل ودل)..وعلى الرجل أن يفهم أثر (الثرثرة)على الصحة فقد أثبتت دراسة في مركز البحوث الاجتماعية البريطانية بأكسفورد أن الثرثرة مفيدة لأنها تطيل العمر وتغذي الروح وتساعد على التقارب مع الآخرين فهي نشاط اجتماعي يحقق الصحة النفسية للمرأة ولذلك هي تحب منك الإنصات لما تقول لأنها منصتة جيدة حين تتكلم معها ولذلك تنجح المديرة مع مرؤوسيها لأن قدرتها على الإنصات والاستماع أكثر من المدير الرجل، وكلما تكلمت المرأة وفضفضت قلت ضغوطها وأفرغت شحنات غضبها لزيادة هرمون (الاوكسيتوسين)عندها..وننصح الرجال بتفهم هذه الرغبة عند المرأة للحديث والبوح ومن المهم إنصاتهم إليها لأن المرأة تحب المنصتين لما تقول حتى لو لم يعطوها أي حلول أو توجيهات بل هي تكره من يحاول اقتراح الحلول أو التنظير فيقاطعها ويشتت بوحها..فإذا فعل ذلك أطال أمد الحوار ونقله من (اختلاف إلى خلاف) وأحياناً نلتمس العذر للرجل لأنه ينصت ويستمع بنصف دماغه (الجانب الأيسر) وهو الجانب المختص باللغويات مثل القراءة والكتابة والاستماع للرسائل الشفهية إن من المهم حديث الزوجين مع بعضهما بدلاً من لجوء كل منهما لخارج البيت ووقوعهما في أخطاء الآراء المضللة..أو استغلال ضعفها من الآخرين وخلاصة القول إن التحدث بين الزوجين هو جسر المودة.. والإنسان لا يهتم بالحديث إلا مع من يحب فيثور ويغضب حين يتجاهل حبيبه شكواه وبوحه فلا ينصت إليه.. ولن ينجح الحوار بين الزوجين إذا لم يكن الإنصات محورا رئيسا في جنباته.. انصت للمرأة كثيراً ولا تقاطعها وتفهم بوحها تتق شر انفعالها وثورتها وانفجار بركانها قاذفاً بحممه القديمة والجديدة! دوحة الشعر: وتلومني أني أسير مشاعري يا ويحها من تهمة وفساد