في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدولية بقيادة كلا من واشنطن والرياض لإقناع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتنحي وتنفيذ المبادرة الخليجية، أعلنت أحزاب المعارضة انتخاب مجلس قيادة الثورة يوم 17 من الشهر الجاري، في أكثر الخطوات التصعيدية التي من شأنها قطع الطريق أمام عودة صالح. وكشفت مصادر في المعارضة اليمنية إن مشاورات مكثفة تجرى حاليا بين دول الخليج والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لإقناع الرئيس اليمني بعدم العودة إلى بلاده تجنبا لاندلاع موجة عنف قد تخرج عن السيطرة. ونقلت إذاعة ال(بي بي سي) البريطانية عن المصادر قولها: (إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا ابلغت الرئيس صالح بوجوب التوقيع على المبادرة الخليجية لتسوية الازمة في اليمن ليتمتع بالحصانة التي نصت عليها). كما نصحته هذه الدول بعدم العودة الى اليمن تجنبا لمحاكمته، مؤكدة انها لن تسمح باندلاع حرب اهلية في اليمن. واعربت الولاياتالمتحدة الأميركية عن استغرابها من عدم توقيع الرئيس صالح على مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة السياسية في اليمن. ونقل موقع (المصدر أون لاين) اليمني عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند قولها في مؤتمر صحافي: (القضية في اليمن هي المضي قدما في المرحلة الانتقالية الديموقراطية على غرار الاتفاقية التي طرحها مجلس التعاون الخليجي وقال الرئيس صالح نفسه مرارا انه يدعمها). وأضافت: (اعتقد أن السؤال الاهم هو لماذا يجد الرئيس صالح هذه صعوبة في توقيع هذه الاتفاقية لتمكين بلده من المضي قدما). وأشارت نولاند إلى أن (المسار الديموقراطي في اليمن يجب الا يكون رهينة لاحد ويحتاج الى الاستمرار.. ولقد شجعنا نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على مواصلة محادثاته مع المعارضة). وختمت بالقول: (لقد شجعنا الرئيس صالح على المضي قدما والقيام بما يلزم وهو توقيع اتفاق مجلس التعاون الخليجي واعادة بلده الى مساره الصحيح). في هذا الوقت، نسبت صحيفة يمنية مستقلة إلى دبلوماسي خليجي رفيع المستوى في صنعاء قوله إن دول الخليج والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تلقت تأكيدات من الجانب الأميركي أن الرئيس علي عبدالله صالح بعث بخطاب للبيت الأبيض أكد فيه موافقته الصريحة على نقل السلطة إلى نائبه. ونقلت يومية (أخبار اليوم) المستقلة أمس عن الدبلوماسي الخليجي تأكيده (أن خطاب صالح للبيت الأبيض تضمن عدم الرغبة بالعودة إلى اليمن وهو ما لقي ترحيبا من جانب أحد مستشاري الرئيس الأميركي أوباما). وقال الدبلوماسي الخليجي: (إن رد البيت الأبيض كان بالترحيب والمطالبة بالنقل الفوري للسلطة من دون تأخير وفق المبادرة الخليجية). وأضاف: (أن التصريحات المنسوبة لمصادر أميركية أن صالح اتخذ قرارا بعدم العودة إلى اليمن كان مبنيا على تأكيده ذلك في رسالة وجهها للبيت الأبيض). وأكد الدبلوماسي الخليجي أن (مسألة نقل السلطة الفوري أمر يحظى بدعم جميع دول الخليج بما في ذلك السعودية وأن أي تعديل على المبادرة الخليجية قوبل بالرفض التام من قبل دول الخليج). وكشف عن أن (التنسيق بين دول الخليج والولاياتالمتحدة والأتحاد الأوروبي مستمر بوتيرة عالية على قاعدة النقل الفوري للسلطة باعتبارها المخرج الوحيد للأزمة اليمنية سواء وفق آليات المبادرة الخليجية أو المبادرة التي عرضها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في زيارته الأخيرة لليمن). في غضون ذلك، أعلنت أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل اللقاء المشترك ال 17 من الشهر الجاري موعدا لانتخاب مجلس قيادة الثورة، في أكثر الخطوات التصعيدية التي من شأنها قطع الطريق أمام عودة صالح.