(رويترز) - تعهد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الخميس بتجاوز الازمة التي تشهدها البلاد ليشير مجددا الى انه لا ينوي التخلي عن منصبه في حين هاجم مسلحون مباني حكومية ونقطة تفتيش في أحدث موجة من الهجمات بالبلاد. وأجهض صالح الذي اضطر للخضوع لجراحة في السعودية بعد هجوم على قصره الشهر الماضي ثلاث محاولات دبلوماسية قامت بها دول الخليج العربية لرحيله عن السلطة وانهاء ازمة سياسية تهدد بانزلاق البلاد في هوة حرب أهلية. ونقلت وسائل اعلام رسمية عن صالح قوله لملك البحرين في اتصال هاتفي "اليمن قادر على تجاوز الازمة الراهنة وبما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني." وأصابت شهور من احتجاجات تنادي بالديمقراطية وانهاء حكم صالح الممتد منذ 33 عاما اليمن بالشلل تقريبا وادت الى أزمة في امدادات الكهرباء والمياه والوقود. وقالت مصادر ملاحية ان ناقلة تحمل 600 ألف برميل من النفط الخام وصلت الى ميناء عدن في اطار منحة سعودية قدرها ثلاثة ملايين برميل. وذكرت المصادر ان الشحنة ستنقل الى مصفاة عدن المتوقفة عن العمل منذ اسفر تفجير في ابريل نيسان عن قطع خط أنابيب النفط الذي تعتمد عليه. وسلطت شحنة النفط الخام الضوء على مخاوف السعودية من أن تتسبب الازمة السياسية الدامية في اليمن في سقوطه في الفوضى بما يمنح المتشددين موطيء قدم للتحرك بحرية قرب ممرات ملاحية حيوية لشحن النفط. ويقول معارضون لصالح انه سمح لمقاتلين اسلاميين بالسيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية لاثارة مخاوف من أن انتهاء حكمه يعني استيلاء الاسلاميين على السلطة. وقال سكان لرويترز عبر الهاتف يوم الخميس ان مسلحين ملثمين يصفهم الجيش اليمني بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة استولوا لفترة وجيزة على مبنى اداري للقوات الامنية ومكاتب في منطقة مسامير بجنوب اليمن. وقال ساكن "وقعت معركة طويلة مع قوات الامن" وأضاف أن المسلحين تراجعوا بعدما نفدت الذخيرة التي كانت بحوزتهم. وقال سكان ان مسلحا قتل بالرصاص واصيب ثلاثة جنود في هجوم على نقطة تفتيش في بلدة قريبة. وقتل ثلاثة حراس يوم الاربعاء عندما اقتحم مسلحون مباني حكومية أخرى في مدينة الحوطة المجاورة والواقعة على بعد نحو 65 كيلومترا عن منطقة هجوم يوم الخميس. وينشط انفصاليون جنوبيون ومقاتلون من تنظيم القاعدة في المنطقة. وقالت قوات الامن اليمنية انها ألقت القبض على عشرة مقاتلين يشتبه في أنهم من القاعدة كانوا يحاولون التسلل الى مدينة عدن الجنوبية في وقت متأخر من يوم الاربعاء. وتطل عدن على ممرات شحن استراتيجية يمر منها يوميا قرابة ثلاثة ملايين برميل نفط. وفي نفس الوقت يفر الاف اللاجئين من عدن منذ أن سيطر مقاتلون على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية المضطربة. وقال مسؤول امني محلي ان قوات الامن كثفت نقاط التفتيش العسكرية والدوريات لحراسة البنوك والمباني الحكومية في عدن وانها احبطت محاولة لتفجير فندق. وقال "القت قوات الامن القبض على مخربين كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة في فندق في عدن". وقال ان خمسة اخرين اعتقلوا لاطلاقهم النار على سكان وهجومهم على متاجر في منطقة المنصورة في عدن. وقالت وزارة الدفاع اليمنية ان شخصين قتلا اليوم الخميس بعد ان اطلق "ارهابيون" قذائف مورتر في المدينة التي فر أغلب سكانها. وقال جريجوري جونسن خبير الشؤون اليمنية بجامعة برينستون ان كلا من الحكومة والمعارضة حاول استغلال وجود القاعدة في اليمن اعلاميا لمصلحته. واضاف انه متشكك في تقارير حكومية عن قتل قوات الامن او اعتقالها لمتشددين تابعين للقاعدة وقال "نحن لا نعرف على وجه التأكيد ما يجري في ابين ولحج (في الجنوب) او حتى في عدن." وقال "القاعدة موجودة على الارض بالطبع .. لكن ليس كل المتشددين في اليمن هم القاعدة." وقال الباحث اليمني علي سيف حسن ان تصاعد العنف يشير الى أن الجماعات المسلحة التي كانت تتعاون في السابق مع صالح لم تعد تتعاون بعد ان ضعفت قبضته على السلطة. وقال انه عندما يأتي النظام الجديد في اليمن سيتفاوضون معه. واضاف أن هذه الجماعات ليست تنظيم القاعدة ولكنها تشبهه الى حد ما