هاجم مسلحون ملثمون مباني في منطقة مسامير بجنوب اليمن الخميس 16 يونيو 2011، في أحدث موجة من هجمات المسلحين في المنطقة في حين وصلت أول شحنة من النفط الذي تبرعت به السعودية الى اليمن. وسلطت شحنة النفط الخام الضوء على مخاوف السعودية من أن تتسبب الازمة السياسية الدامية في اليمن في سقوطه في الفوضى بما يمنح المتشددين موطئ قدم للتحرك بحرية قرب ممرات ملاحية حيوية لشحن النفط. وقال سكان لرويترز عبر الهاتف ان المقاتلين الذين يصفهم الجيش اليمني بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة استولوا لفترة وجيزة على مبنى اداري للقوات الامنية ومكاتب في منطقة مسامير الواقعة في محافظة لحج. وقال ساكن "وقعت معركة طويلة مع قوات الامن." وأضاف السكان أن المهاجمين تمكنوا من اطلاق سراح بعض المحتجزين من سجن محلي بعدما طردوا القوات الحكومية. وقتل ثلاثة حراس الاربعاء عندما اقتحم مسلحون مباني حكومية أخرى في مدينة الحوطة المجاورة والواقعة على بعد نحو 65 كيلومترا عن منطقة هجوم الخميس. وينشط انفصاليون جنوبيون ومقاتلون من تنظيم القاعدة في المنطقة. وقالت مصادر ملاحية ان ناقلة تحمل 600 ألف برميل من النفط الخام وصلت الى ميناء عدن في اطار منحة سعودية قدرها 3 ملايين برميل. وقالت المصادر ان الشحنة ستنقل الى مصفاة عدن المتوقفة عن العمل منذ اسفر تفجير في ابريل عن قطع خط أنابيب النفط الذي تعتمد عليه. وعرضت دول خليجية عدة اتفاقات لاقناع صالح (69 عاما) بالتنحي. وانسحب صالح 3 مرات من خطط نقل السلطة في اللحظات الاخيرة. وقالت قوات الامن اليمنية انها ألقت القبض على 10 مقاتلين يشتبه في أنهم من القاعدة كانوا يحاولون التسلل الى مدينة عدن الجنوبية في وقت متأخر من يوم الاربعاء. وتطل عدن على ممرات شحن استراتيجية يمر منها يوميا قرابة 3 ملايين برميل نفط. وفي نفس الوقت يفر الاف اللاجئين من عدن منذ أن سيطر مقاتلون على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية المضطربة. وقالت وزارة الدفاع اليمنية ان شخصين قتلا الخميس بعد ان اطلق "ارهابيون" قذائف مورتر في المدينة التي فر أغلب سكانها. وقال مسؤول امني محلي ان قوات الامن كثفت نقاط التفتيش العسكرية والدوريات لحراسة البنوك والمباني الحكومية في عدن وانها احبطت محاولة لتفجير فندق. وقال "القت قوات الامن القبض على مخربين كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة في فندق في عدن". وقال ان 5 اخرين اعتقلوا لاطلاقهم النار على سكان وهجومهم على متاجر في منطقة المنصورة في عدن. ويقول معارضون لصالح انه سمح لمقاتلين اسلاميين بالسيطرة على مدينة لاثارة مخاوف من أن انتهاء حكمه يعني استيلاء الاسلاميين على السلطة. وقال جريجوري جونسن خبير الشؤون اليمنية بجامعة برينستون ان كلا من الحكومة والمعارضة حاول استغلال وجود القاعدة في اليمن اعلاميا لمصلحته. واضاف انه متشكك في تقارير حكومية عن قتل قوات الامن او اعتقالها لمتشددين تابعين للقاعدة وقال "نحن لا نعرف على وجه التأكيد ما يجري في ابين ولحج (في الجنوب) او حتى في عدن." وقال "القاعدة موجودة على الارض بالطبع .. لكن ليس كل المتشددين في اليمن هم القاعدة." وقال الباحث اليمني علي سيف حسن ان تصاعد العنف يشير الى أن الجماعات المسلحة التي كانت تتعاون في السابق مع صالح لم تعد تتعاون بعد ان ضعفت قبضته على السلطة. وقال انه عندما يأتي النظام الجديد في اليمن سيتفاوضون معه. واضاف أن هذه الجماعات ليست تنظيم القاعدة ولكنها تشبهه الى حد ما.