بينت الدكتورة شريفة القاسم عضو هيئة التدريس في قسم التربية ورياض الأطفال في جامعة الملك سعود أن 19 في المائة ممن تعرضوا لأخطاء طبية في مستشفيات المملكة هم من الأطفال نتج عن أغلبيتها تشوهات خلقية عند الولادة وإعاقة جسدية وعقلية. وأضافت القاسم أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد الأخطاء الطبية في السنوات الست الماضية بلغ نحو 26 ألفا معظم ضحاياها من النساء أثناء الولادة بنسبة 27 في المائة، ثم الجراحة للكبار والأطفال بنسبة 21 في المائة، ويأتي في الترتيب الثالث الأطفال بنسبة 19 في المائة. وأبانت القاسم خلال ندوة "الأخطاء الطبية وتأثيرها على الأطفال" التي نظمتها طالبات قسم التربية ورياض الأطفال في كلية التربية في جامعة الملك سعود أن معظم الأطفال الذين يتعرضون للوفاة أثناء إجراء العمليات الجراحية نتيجة الأخطاء الطبية، يعود إلى عدم مراعاة القواعد الطبية أثناء التخدير مثل الجرعات الزائدة التي يكون لها تأثير في القلب، وتؤدي إلى توقفه، منوهة في الوقت ذاته أن بعض الأطفال الذين يتعرضون إلى الإعاقة العقلية أثناء الولادة نتيجة سحب الطفل بأدوات مساعدة قد تسبب له الاختناق، ويؤدي بدوره إلى عدم وصول الأكسجين إلى مخ الطفل، وبالتالي موت بعض خلايا الدماغ، مؤكدة أنه في الغالب تحدث الأخطاء الطبية من أطباء حديثي العمل في المهنة ويفتقدون الخبرة والمهارة. وطالبت القاسم وزارة الصحة بسن قوانين رادعة وتكثيف الرقابة على أقسام الولادة والأطفال في المستشفيات وإعادة شروط القبول في كليات الطب، خاصة أن هناك من يعد أن المهنة وجاهة اجتماعية يرمي منها إلى الشهرة والدخل الكبير دون الإحاطة بجوانبها الإنسانية والأخلاقية، وتنظيم مزاولة المهنة الطبية عبر إجراءات واضحة ومكثفة تؤهل الأطباء والطبيبات لتفادي الأخطاء الطبية التي تهلك الأرواح والأنفس بدون ذنب. من جانبها، بينت نجد الحسيني من قسم رياض الأطفال في ورقة عمل بعنوان "الأخطاء الطبية وأنواعها وصورها " أن معظم الأخطاء الطبية بحسب الإحصائيات الرسمية تقع في مؤسسات تابعة لوزارة الصحة منوهة أن الأخطاء متعددة منها الخطأ في التشخيص والعلاج والجراحة، مشيرة إلى أن الأخطاء لا تقتصر على الأطباء فقط، بل تشمل أقسام التمريض والأشعة والمختبر، إضافة إلى أخطاء التعقيم، وأبانت الحسيني أن الأخطاء الطبية تنعكس على المجتمع بآثار سلبية منها كثرة عدد حالات الإعاقة في المجتمع، وفقدان الثقة بالأطباء، وعدم التردد عليهم، ما يؤدي إلى تفاقم المرض، وحدوث مضاعفات خطيرة، إضافة إلى كثرة عدد الوفيات في المجتمع نتيجة الإهمال الطبي، وعدم العناية الجيدة بالمرضى. وبينت ورقة عمل حملت عنوان "طرق العلاج والوقاية من الأخطاء الطبية" قدمتها كل من رزان الغفيلي ومها العساف من قسم رياض الأطفال في كلية التربية أن هناك حلولاً تقلل من الأخطاء الطبية خاصة عند الأطفال، وتتمثل في عدم الخلط بين الأدوية المتشابهة من حيث الشكل واللفظ، وتحديد هوية الأطفال، وتوفير جميع المعلومات الخاصة بالطفل لدى إحالته، وأداء الإجراء الجراحي الصحيح في الموضع الجسمي الصحيح، إضافة إلى مراقبة تركيز المحاليل وضمان ملاءمة الأدوية المقدمة في جميع مراحل الرعاية الصحية، وتلافي الخلط بين القساطير والأنابيب، واستعمال أدوات الحقن مرّة واحدة فقط، وأخيراً تحسين نظافة اليدين لتوقي أنواع العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، لأن بعض الأخطاء البسيطة مثل التلوث الناتج عن عدم قيام العاملين في المستشفيات بغسل أيديهم يؤدي إلى إيذاء الملايين من الناس يومياً. وأضافت "أن هناك بعض الأخطاء الطبية التي تحدث للأطفال في دول الخليج عامة ومستشفيات المملكة خاصة بسبب عدم توافر المعلومات كتأخر نتائج التحاليل في الوقت المناسب في الحالات الإسعافية أو عدم توافر نتائج التحاليل التي قد يعتمد التشخيص عليها، وصرف العلاج على أساسها أو فقدان المعلومات الطبية عن الطفل عند نقله من قسم طبي إلى قسم آخر، إضافة إلى صرف دواء مشابه بالاسم أو إعطاء جرعة مضاعفة أو اختلاط الملفات وتشابه الأسماء بين المرضى أو إعطاء تشخيص غير صحيح للمريض بناء على نتيجة تحاليل خاطئة أو مسجلة باسم مريض آخر.