لم تكتمل فرحة زوجين، بولادة طفلهما، إذ تعرض (بحسبهما) إلى «خطأ طبي»، أثناء الولادة، التي تمت في أحد المستشفيات الأهلية في مدينة الخبر. وعلى رغم عدم مواجهة الأم أي مشكلات طيلة فترة الحمل، إلا أن طفلها تعرض إلى «كسر في الكتف لحظة ولادته، أثناء عملية شده»، بحسب ما قاله الأب، إضافة إلى التقرير الطبي الصادر عن المستشفى ذاته الذي تمت فيه الولادة (تحتفظ «الحياة» باسمه)، إذ أكد أن الطفل «تعرض إلى كسر في كتفه خلال عملية الولادة»، ولم يوضح التقرير الأسباب التي أدت إلى ذلك. فيما أكدت «صحة الشرقية» أنها ستبدأ التحري حول الحادثة، داعيةً والده إلى تقديم «شكوى، لبدء الإجراءات الرسمية في الواقعة». وسرد الأب طارق الرواف، في حديثه ل «الحياة»، تفاصيل القضية، قائلاً: «دخلت زوجتي المستشفى الاثنين الماضي، بعد أن أمضت فترة حملها في بريطانيا، لكوني مُبتعثاً، ولكنني أصررت على ولادة طفلي في موطنه، على رغم إلغاء عدد من الالتزامات بالنسبة لنا هناك»، مضيفاً «لم تواجه زوجتي أي عسر في ولادتها. فأنا شخصياً دخلت إلى غرفة الولادة. ولم تستغرق ولادتها 10 دقائق، وتمت الولادة بعد ساعة من دخولها المستشفى. ولكننا لم نتمكن من رؤية الطفل الا بعد أربع ساعات من ولادته، لنكتشف أن الطفل في غرفة الأشعة، يخضع لتصوير في الكتف، بعد أن لوحظ أنه تعرض إلى كسر أثناء عملية الولادة، إذ استدعيت الطبيبة التي قامت بالولادة، والتي ذكرت أن الأمر حدث نتيجة وزن الطفل الزائد (3800 كيلوغرام)». ولم تفلح محاولات الطبيبة بإقناع الأم بالسبب الذي ساقته، فالأم لم تجد المبرر «مقنعاً»، لكسر كتف طفلها الذي لم يمض على ولادته 24 ساعة، بحسب والد الطفل، مضيفاً أن «الطبيبة حاولت الضغط على الأم بشتى الوسائل، لتقنعها أن الخطأ حدث منها، وأنه نتيجة الضغط على الطفل قامت بكسر كتفه، وكأنها هي من تُولِّد نفسها بنفسها». وذكر أنه خلال تواصله مع الممرضات، «لمعرفة ما إذا كان هناك علاج ما لوضع طفلي، علمت أنه يوجد طفلان آخران في قسم الولادة، يعانيان أيضاً من الكسر، فتوجهت فوراً، إلى طبيب العظام في المستشفى، فأكَّد لي أنه توجد حالتان لطفلين، وهما في تحسن من خلال العلاج الطبيعي. ولكنه أفادني أن طفلي قد يتعرض الى إعاقة مستقبلاً، لذا لا بد من تحويله إلى طبيب مخ وأعصاب، ولم أحتمل ما يقال حول الطفل، الذي انتظرته أعواماً». ووجد الأب بصيص أمل، عندما التقى المدير الطبي للمستشفى، الذي أكد له أن حال ابنه «ربما تستقر» بحسب تشخيص الأطباء، إلا أن غضب الأب من إصرار إدارة المستشفى على مغادرة الأم وطفلها، أكد له أن هناك «خطأ طبياً، سيعرض ابني لاحقاً، إلى مشكلات عدة»، مضيفاً «رفضت خروجهما، واشترطت عمل تحقيق مع الطبيبة التي أشرفت على الولادة، وتقدمت بشكوى إلى المستشفى، وحُوِّلت إلى قسم شؤون المرضى، الذي لم أجد منهم إلا المعاملة السيئة». ويشعر الرواف الآن، ب «الندم بقوة». ويعتبر أنه من يتحمل الخطأ، لأن «إصراري على ولادة طفلي في موطنه، كانت هي السبب، ولم أكن أعلم أن من يخطأ هنا لن يجد من يحاسبه»، مضيفاً «سأتقدم بشكوى إلى المديرية العامة للشؤون الصحية، لأن إدارة المستشفى لا يوجد بها قسم متخصص لطب عظام الأطفال، ورفضوا إعطائي تحويلاً إلى مستشفى واحد فقط على مستوى المنطقة الشرقية، به أطباء متخصصون في هذا المجال، لعلاج الطفل. ولن أتمكن من دفع مصاريف المستشفى، لأنه سيكون على حسابي الشخصي، لذا سأسعى جاهداً إلى استخراج جواز سفر للطفل، لنقله إلى بريطانيا، لعلاجه هناك». «الصحة» تحقق بدوره، أكد المتحدث الإعلامي في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية طارق الغامدي، أن «الشؤون الصحية ستبدأ بالتحري عن القضية، ومعرفة ملابساتها»، وذلك بعد اطلاعه من قِبل «الحياة» على بعض تفاصيلها. ودعا والد الطفل، إلى أن «يتقدم بشكوى رسمية إلى «صحة الشرقية»، مرفقاً معها التقارير الطبية، للتحقق من الخطأ الطبي، وفتح ملف تحقيق في الواقعة، من خلال التواصل مع إدارة المستشفى، وستحال القضية إلى الجهات المختصة، للتأكد».