تألق الحارس نواف الخالدي بصد ركلة جزاء لمحمد الشلهوب في الدقيقة الأخيرة لينتهي "دربي" الكرة الخليجية بين منتخبي الكويت والسعودية بالتعادل السلبي، يوم الخميس في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ضمن دورة كأس الخليج العشرين لكرة القدم على ملعب نادي الوحدة في محافظة أبين جنوب اليمن. ورفع كلا المنتخبين رصيده إلى أربع نقاط بعد فوز الكويت على قطر 1-صفر والسعودية على اليمن 4-صفر في الجولة الأولى. حضر المباراة جمهور كبير تخطى العشرين ألف متفرج، من بينهم المئات من مشجعي المنتخبين السعودي والكويتي. وهي المرة الأولى التي تقام فيها مباريات ضمن البطولة في أبين بعد أن أقيمت الجولتان الأوليان للمجموعتين على ملعب 22 مايو في عدن. والتعادل هو السابع بين المنتخبين في دورات كأس الخليج التي تميل الكفة فيها لمصلحة "الأزرق" الكويتي بسبعة انتصارات مقابل أربعة "للأخضر" السعودي. ولم تشارك السعودية في الدورة العاشرة في الكويت عام 1990، ولم يلتق المنتخبان في الدورة الثامنة عشرة في الإمارات عام 2007. يذكر أن الكويت تحمل الرقم القياسي لعدد الألقاب إذ توجت بطلة تسع مرات، مقابل ثلاثة ألقاب للسعودية. وافتقد المنتخب الكويتي جهود نجمه بدر المطوع بسبب سفره إلى كوالالمبور لحضور حفل جوائز الاتحاد الآسيوي إذ كان ضمن اللائحة النهائية للاعبين المرشحين لجائزة أفضل لاعب آسيوي لهذا العام التي ذهبت إلى لاعب سيونغنام إيلهوا الكوري الجنوبي بطل دوري أبطال آسيا ساشا أوغنينوفسكي. أما المنتخب السعودي فافتقد العديد من اللاعبين الأساسيين، إذ اختار المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو تشكيلة يغلب عليها عنصر الشباب مطعمة ببعض لاعبي الخبرة. فرض منتخب الكويت أفضليته في الشوط الأول وأهدر عدداً من الفرص وتألق نجمه فهد العنزي في الجهة اليمنى، وبدأ الشوط الثاني بإيقاع هجومي أيضاً بحثاً عن هز الشباك من دون جدوى، ثم انتزع المنتخب السعودي السيطرة على المجريات في نصف الساعة الأخير مع بعض الهجمات المتبادلة من دون أن يتمكن أي من الطرفين من التسجيل. كانت البداية حماسية للمباراة مع سعي المنتخبين إلى افتتاح التسجيل الذي كان قريباً من "الأخضر" في الدقيقة السابعة عبر أسامة المولد إثر كرة صاروخية من حدود المنطقة مرت قريبة جداً من القائم الأيمن. وتقدم "الأزرق الكويتي" إلى الهجوم وتحرك لاعبوه جيداً عبر الأطراف بواسطة فهد العنزي ووليد علي فكانت كراتهم بعرض الملعب خطرة على مرمى الحارس عساف القرني. وغابت الفرص الخطيرة على المرميين خصوصاً من السعوديين رغم سعي الشلهوب إلى هندسة الهجمات إلا أن الدفاع الكويتي كان حاضراً لإبعاد الخطر، فانحصر اللعب في وسط الملعب الذي شهد معركة حقيقية بين اللاعبين للسيطرة على الكرة وخفت بالتالي وتيرة المحاولات المنظمة. واصل المنتخب الكويتي تحكمه بالمجريات في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول لكن من دون أي فرصة حقيقية على مرمى القرني حتى ما قبل النهاية بدقيقتين حين مرر فهد العنزي كرة من الجهة اليمنى إلى يوسف ناصر على حافة المنطقة مباشرة فسددها ضعيفة بين يدي الحارس. وفي الشوط الثاني بكر المنتخب الكويتي بتهديد مرمى منافسه وتحديدا في الدقيقة الثانية حين مرر ناصر كرة رائعة من الجهة اليسرى تابعها حمد العنزي برأسه لكنها تحولت إلى ركلة ركنية. ورد "الأخضر" بسرعة في الدقيقة 51 عبر مشعل السعيد الذي أطلق كرة قوية بيسراه على يمين مرمى نواف الخالدي مباشرة. وأرهق فهد العنزي المدافعين السعوديين وكان يفعل ما يحلو له في الجهة اليمنى ويمرر كرات خطيرة أرغمت القرني على التدخل أكثر من مرة لإنقاذ الموقف قبل أن تصل الكرة إلى المهاجمين. وحاول "الأخضر" كسر الهيمنة الكويتية على الكرة وسنحت له فرصة في الدقيقة 56 إثر كرة من الجهة اليسرى تهيأت أمام أحمد عباس على مشارف المنطقة فسددها عالية عن الخشبات، ثم كانت له محاولة ثانية بعد خمس دقائق بين يدي الخالدي. ونشط السعوديون في منتصف الشوط الثاني وانتزعوا المبادرة الهجومية ما أجبر الكويتيين على التراجع إلى منطقتهم فاعتمدوا بالتالي على الهجمات المرتدة. وشكل الشلهوب محور المحاولات السعودية لكن الاختراقات من العمق كانت تتوقف عند أقدام المدافعين، بيد أن الخطورة لم تتوقف فزادت التمريرات العرضية التي أربكت الدفاع ووجد معها الحارس الخالدي صعوبة في إبعادها. ولاحت فرصة خطيرة للكويت في الدقيقة 71 من هجمة منظمة وصلت على إثرها الكرة إلى ناصر داخل المنطقة لكنه سقط أرضاً وهو يحاول الاستدارة لمتابعة الكرة في المرمى فسبقه القرني لالتقاطها. وكثف "الأخضر" ضغطه في ربع الساعة الأخيرة لخطف هدف الفوز بعد أن وجد الفرصة سانحة أمامه لمواصلة أفضليته بعد تراجع الكويتيين اثر الجهود الكبيرة التي بذلوها منذ بداية المباراة، لكن التكتل الدفاعي حال دون وصول كرات خطرة إلى مرمى نواف الخالدي، لكنه اضطر إلى التدخل بسرعة في الدقيقة 80 إثر تبادل رائع للكرة بين عدة لاعبين سعوديين أمام المنطقة مباشرة. وعمد توفاريتش إلى إجراء التبديلات اللازمة لإعادة الحيوية إلى لاعبيه فأشرك خالد خلف وصالح الشيخ بدلاً من حمد العنزي ووليد علي على التوالي. وفي الدقيقة 85 أهدر البديل خلف فرصة ذهبية حين تلقى خلف المدافعين فكسر مصيدة التسلل وتابعها من فوق الحارس المتقدم للانقضاض على الكرة لكنها تابعت طريقها فوق المرمى. وعاد فهد العنزي إلى انطلاقاته السريعة من الجهة اليمنى فلم يكن أمام محمد عيد البيشي إلا استعمال الخشونة ضده لإيقافه لينال بطاقة صفراء هي الثانية له في البطولة بعد أن نال واحدة أمام اليمن وسيغيب بالتالي عن المباراة الثالثة ضد قطر الأحد المقبل. وحصلت السعودية على أثمن فرصة في المباراة لانتزاع النقاط الثلاث حين احتسب الحكم ركلة جزاء قبل النهاية بدقيقتين اثر هجمة شهدت عدة نقلات حيث وصلت الكرة إلى الشلهوب داخل المنطقة فحضرها إلى تيسير الجاسم لكنه تعرض إلى شد من قميصه من المدافع محمد راشد. ونفذ الشلهوب الركلة بيسراه إلى الجهة اليمنى للحارس الخالدي الذي تألق في الانقضاض عليها منقذا مرماه من هدف محقق في الدقيقة الأخيرة. قاد المباراة الحكم الياباني أماشيا كين جي. تشكيلة الفريقين مثل السعودية: عساف القرني- راشد الرهيب ومحمد عيد وأسامة المولد ومشعل السعيد ومعتز الموسى وعبد اللطيف الغنام واحمد عباس (تيسير الجاسم) وسلطان النمري (عبد العزيز الدوسري) ومحمد الشلهوب (ابراهيم محمد) ومهند عسيري. المدرب: البرتغالي جوزيه بيسيرو مثل الكويت: نواف الخالدي- مساعد ندا ومحمد راشد وعامر المعتوق وحمد العنزي (خالد خلف) وطلال العامر وحسين فاضل وجراح العتيقي وفهد العنزي ويوسف ناصر (فهد ابراهيم) ووليد علي (صالح الشيخ). المدرب: الصربي غوران توفاريتش