توج المنتخب الكويتي بكأس البطولة الخليجية العاشرة بعد أن تغلب على المنتخب السعودي بهدف من دون رد جاء عن طريق وليد علي في الدقيقة الرابعة من الشوط الإضافي الأول، وشهدت المباراة طرد مهاجم السعودية مهند العسيري «110». لم يكن لدى مدربي المنتخبين ما يخافانه، فبدآ في سباق محموم منذ انطلاقة المباراة، وشهد مطلع المباراة بداية ملتهبة من الفريق «الأخضر» على عكس اللقاء الأول في الأدوار التمهيدية الذي انتهى سلبياً، وعمد مدرب المنتخب السعودي بيسيرو إلى تنويع اللعب بين اليسار واليمين، وأبدى نواياه الهجومية من خلال الضغط على مرمى حارس الكويت نواف الخالدي، في الوقت الذي مال فيه «الأزرق» إلى الاستفادة من سرعة لاعبه فهد العنزي وفضّل اللعب معتمداً على الهجمة المرتدة. وقاد المنتخب الكويتي هجمة مرتدة بحث فيها الكويتيون عن العنزي الذي وقع تحت مظلة المدافعين السعوديين الأكثر انتشاراً، وسجل المنتخب السعودي أول تهديد حقيقي في المباراة من هجمة منظمة تناقل فيها اللاعبون الكرة أكثر من مرة، وصلت للمهاجم مهند عسيري الذي غمز الكرة بقدمه تمكّن الخالدي من الإمساك بها منقذاً مرماه من هدف (14). الرد الكويتي جاء برأسية من يوسف ناصر الذي تصدى القائم لكرته قبل أن يكملها حارس المنتخب السعودي إلى خارج الملعب (26). الاستفادة من دروس اللقاء الأول لكلا المنتخبين كانت واضحة من خلال توجيهات مدربي الطرفين، فبيسيرو ركز في لعبه على الكرات البينية القصيرة للوصول إلى مرمى الكويت، وعلى نقيضه تماماً عمد مدرب منتخب الكويت إلى اللعب بأسلوب الهجمات الطولية كونها الطريقة الأسهل والأسرع. وعلى رغم تخلّص لاعبي المنتخبين من الشد العصبي إلا أن الأمر كان موجوداً لدى حكم اللقاء العماني عبدالله الحرازي الذي عمد إلى استخدام صافرته والبطاقات الصفراء، خصوصا على لاعبي «الأخضر»، في الوقت الذي تغاضى أكثر من مرة عن التعامل بالمثل مع لاعبي «الأزرق». القائم الأيسر للمنتخب السعودي عاد مرة أخرى وتصدى لكرة الكويتي وليد علي الذي أرسل قذيفة ارتدت إلى أرض الملعب وأبطل الدفاع السعودي خطورتها، وعادت العارضة السعودية وتصدت لكرة يوسف ناصر بعد أن تصدت لها (38). تباطؤ لاعبي السعودية في الهجمة المرتدة أفقدهم خطورة السلاح الذي كانوا يعتمدون عليه في اللقاءات السابقة. تواصلت السيطرة السعودية مع بداية الشوط الثاني، وتنبه مدرب الكويت غوران إلى الرقابة التي فرضت على مفتاح لعبه فهد العنزي، فأوعز إليه بالتراجع للخلف لسحب المدافعين السعوديين بغية إحداث خلخلة في خط الدفاع السعودي المتماسك، وسمح الكويتيون للاعبي «الأخضر» بتبادل الكرات كيفما أرادوا على ألا تصل إلى المناطق الخاصة بحارسهم نواف الخالدي الذي تمكّن من تحويل الكرة التي سددها قائد المنتخب السعودي محمد الشلهوب من ركلة حرة مباشرة إلى ركلة زاوية (59)، وعاد الخالدي وتمكّن من الكرة التي حولها مهند عسيري برأسه. عملية الكر والفر كانت حاضرة بقوة بين الطرفين من خلال حالات المد والجزر التي لجأ إليها لاعبو المنتخبين من خلال تبادل الهجمات على كلا المرميين. ولجأ مدرب المنتخب السعودي خوزيه بيسيرو إلى التغيير من خلال الزج بسلطان النمري بديلاً عن أحمد عباس، وكاد الأول أن يفتتح أهداف اللقاء بكرة سددها فور نزوله مرت إلى جانب القائم الكويتي، وبادل غوران بتبديل في الهجوم بالزج بحمد العنزي. ومع اقتراب المباراة من الثلث الأخير تخلى الكويت عن أسلوبه في اللعب على المرتدات بفضل الانضباط التكتيكي للفريق السعودي الذي تميّز باللعب القصير بغية إخراج الكويت من مناطقه الدفاعية التي كانت تعجّ بلاعبين من أصحاب القمصان «الزرقاء».وفي الشوط الإضافي الأول استنجد بيسيرو بتيسير الجاسم بديلاً عن الدوسري لزيادة حيوية اللعب والاستفادة من خبرة الجاسم، ولم يختلف الشوط الإضافي الأول عن سابقيه من حيث السيطرة، إذ كانت الكرة بين أقدام لاعبي «الأخضر» الذين تفاجأوا بهجمة مرتدة وصلت إلى وليد علي الذي اخترق الدفاع السعودي وسددها في مرمى عساف القرني مسجلاً هدف اللقاء للكويت (93)، وزاد الهدف من الإثارة وضغط «الأخضر» بحثاً عن التعديل فيما حاول المنتخب الكويتي عن التعزيز، وتخلى بيسيرو عن قناعته في اللعب بمهاجم وحيد وزج بصالح بشير كبديل عن الغنام لزيادة الكثافة الهجومية. وفي الشوط الإضافي الثاني طالب بيسيرو لاعبيه بالتقدم معتمداً على الكرات الطويلة وشكل لاعبو الكويت خط دفاع من منتصف ملعبهم وازدادت معاناة المنتخب السعودي بعد إشهار حكم اللقاء عبدالله الحرازي البطاقة الحمراء لمهند عسيري (113) والذي سهل مهمة المنتخب الكويتي الذي سيطر لاعبوه على مجريات اللعب وسط ارتباك من المنتخب السعودي. وكان للكويت نصيب الأسد من الجوائز الفردية، إذ حصل اللاعب فهد العنزي على جائزة أفضل لاعب، وبدر المطوع على لقب الهداف، ونواف الخالدي على أفضل حارس، فيما ذهبت جائزة اللعب النظيف للمنتخب السعودي.