لم يترك مقال للكاتب والإعلامي حزام العتيبي منشور في " فيس بوك " يدعو من خلاله إلى محاكمة ثقافية لعهدي وزيري الثقافة والإعلام السابقين فؤاد عبدالسلام فارسي وإياد مدني وذلك في ضوء رفع وزير الثقافة والإعلام الحالي د. عبدالعزيز خوجة الحظر عن الكتب السعودية " الا أن يثير ردود أفعال واسعة بين عدد من المثقفين والكتّاب السعوديين الذين وجدوا في المقال فرصة للمقارنة بين الوزراء الثلاثة الذين تعاقبوا على الوزارة . وبحسب وكالة أنباء الشعر ، أشاد د. سعود المصيبيح مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية السعودية بوطنية الوزير خوجة وتواضعه وبساطته وشجاعته مؤكداً أن قلبه مفتوح للجميع دون أن يشير المصيبيح في تعليقه إلى الوزيرين السابقين بالثناء أو النقد . أما الإعلامي والمذيع المعروف سلامة الزيد فقد تعرض للإيقاف عن الكتابة في صحيفة عكاظ إثر مشاركته في هذا النقاش إلا أن الإيقاف جاء هذه المرة من الجريدة نفسها وليس من وزارة الثقافة والإعلام حيث ذكر الزيد أن رئيس تحرير عكاظ محمد التونسي سبق وأن أبلغه بأن يبتعد عن نقد وزارة الثقافة والإعلام في مقالاته الصحفية مؤكداً أن المجيز لمقالاته قد أخبره أن التضييق قد زاد ملمحاً إلى أن الوزير خوجة يرفض أن ينتقد من قبل الكتّاب من منسوبي وزارته , ونقل الزيد خبر إيقافه عن الكتابة في عكاظ قائلاً : " يبدو أن أحبابي العكاظيين أضيق من أفق الوزارة فقد تم منع نشر مقالاتي وأخباري " ، مؤكداً أنهم أخبروه بأن السبب يعود لتعليقه السابق على الموضوع ، واستغرب إجراء إدارة الجريدة ، وأشار أنه عهد منهم عدم غضبهم من النقد والمكاشفة . أما الشاعر المعروف علي الدميني فقد اكتفى بالقول في معرض تعليقه على المقال : " يا أصدقائي والله إني أعرف أنكم تعرفون إن المسألة أبعد من هذا ولكن هذه فرصتنا لتحميل الوزراء المساكين أكبر من حملهم " أما الكاتبان أحمد الدويحي ومحمد الشقحاء فقد أكدا أن سياسة المنع لم تتغير أبداً حيث أشار الدويحي إلى استمرار منع رواية " سفينة الموتى " لإبراهيم الحميدان منذ 40 عاماً , وبدوره أورد الشقحاء ما يؤيد حديثه عن استمرار سياسة المنع مؤكداً عدم فسح مجموعته القصصية ، مشيراً إلى أنها صدرت عام 2009 عن إحدى دور النشر ببيروت ، ولم تفسح إلى الآن ، وأبدى انزعاجه قائلا " لماذا نغالط أنفسنا؟ المنع يأتي من خارج الوزارة ودور الرقيب عندها تنفيذ التوجيهات " الإعلامي هاني الظاهري شن هجوماً لاذعاً على وزير الثقافة والإعلام السابق إياد مدني واصفاً إياه بالساذج والضعيف مطالباً بمحاكمته لتسببه بخسائر كبيرة – على حد قوله – لبعض الناشرين ، عندما أصدر قرارا إبان توليه الوزارة ، يمنع بموجبه بيع المجلات التي تحوي صورة فتاة واحدة على غلاف أي مجلة في السوق السعودية وأكد الظاهري أنه تعرض لخسارة ما يقارب نصف مليون ريال ، لمصادرة عددين من مجلتي " قضايا " و " شعبية " وأضاف أن عدداً من الناشرين شكلوا تكتلا ً ووجهوا نداء إلى الملك ، وتم تعطيل قرار المنع ، موضحا أن الوزير نفسه قد أوقف جريدة الحياة عن الصدور لمدة يومين لرفضها إيقاف نشر مقالات الكاتب عبد العزيز السويد عبر صفحاتها . وكان مقال الكاتب حزام قد تناول قضية قرار وزير الثقافة السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة بفسح كتب الأديب والوزير غازي القصيبي ، وطرح تساؤلات وردت في نص المقال " وأد وزرائنا السابقين للإبداع وقتلهم للكتاب .. وسأخص بالذكر هنا آخر وزيرين منهما وهما من عاصرتهما .. الأول معالي الدكتور فؤاد الفارسي والثاني معالي الأستاذ إياد مدني .. وسوف أقرر بكل وعي ثقافي إن ما قاما به عمل غير مبرر على الإطلاق خاصة مع قلة الكتب التي كانت تصدر في عهد الأول .. ولعلي أتجاوز عهد الدكتور الفارسي وانطلق إلى عهد الوزير المثقف والكاتب والمفكر معالي الأستاذ إياد مدني والذي أصبح للثقافة في عهده وكيلين مثقفين .. واجتمع ثلاثة مثقفين على رأس هرم الوزارة مما أشعل جذوة الأمل في النفوس ومع ذلك لم نصب بإحباط ثقافي كما أصبنا به في عهدهم الثلاثي .. اعلم انه عندما يصل كتاب إلى الوزير فإنه يأمر بفسحه لكن المسألة ليست (شرهات ) أو منح .. لقد قام بفسح كتب الأستاذ عبد الجبار .. وما كتب عنه بجرة قلم وهو عمل طيب .. لكن السؤال : هل كان أيا منهم أكثر وطنية من وزيرنا خوجة .. هل كانوا يرون ما لا يرونه خاصة وهم قبل أن يتسنموا مناصبهم كانوا يطالبون برفع الحظر عن الكتاب .. هل أشغلتهم الوظيفة عن آمال مثقفي الوطن وعن إتاحة الفرصة للمواطنين ليقرؤوا نتاج مبدعيهم ؟ لقد كنت اعتبر أن قرارا كقرار خوجة لن يصدر ابد الدهر خاصة وان زميله السابق مثقف مثله ولم يرتكب هذا العمل المفصلي .. لكن وبما أن خوجة وبعقلية الفنان والمبدع والوطني المسؤول أعادها جذعة .. فلا اقل من أن نهمس بالقول .. ألا تشعرون بشيء من الخجل الثقافي الداخلي بينكم وبين أنفسكم ". وختم العتيبي مقالته بقول " عفا الله عنا وعنكم .. ولكن هل سيسامحكم الكتاب والإبداع السعودي " .