رصدت ثلاث دراسات طبية متخصصة أجريت أخيراً، مجموعة من المخاطر الصحية المحتملة على بعض المستهلكين، الذين يتعاملون بشكل متكرر مع الإيصالات الإلكترونية في معاملات البيع والشراء وسحب وإيداع الأموال وما إلى ذلك، والتي تحتوي على مادة "BPA" وهي اختصار لمركب عضوي من مجموعة ال"فينول"، الذي يستخدم في إنتاج البلاستيك غالباً. وقالت الدراسات إن مادة "BPA" قد تتسلل بسهولة عبر اختراق الجلد إلى الدم عبر الأصابع مثلاً، في وقت تنتشر فيه هذه الإيصالات في محلات البيع بالتجزئة ومراكز التسوق حول العالم، خصوصاً وأن هذه المراكز تطبع الإيصالات على أنواع من الأوراق الحساسة للحرارة، والتي تستخدم فيها مادة "BPA" كمطور للألوان. وتحتوي "BPA" على هرمون الإستروجين الذي طالما أبدت تقارير صحية منذ منتصف عام 1930 قلقها بشأن استخدامه في المنتجات الاستهلاكية، فيما أصدرت عدة حكومات في عام 2008 طلبات لتقرير مدى سلامته على الصحة، ما دفع بتجار تجزئة إلى إزالة المنتجات التي تحتوي على هذه المادة. وأثار تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية مخاوف حول تعرض الأجنة والأطفال الرضع وكذا الصغار إلى مشاكل صحية عند تعرضهم ل"BPA" المباشرة. وتم ربط الملوثات الناجمة عن النشاط البيولوجي لهرمون الاستروجين، وكذا المخاطر الصحية المسببة لمشاكل سلوكية عند الأطفال، وأمراض مثل السمنة والقلب، ووصلت المسألة إلى رحم الأمهات، حين قالت الدراسات أنه من الممكن حدوث إصابات عندما يتعرض الشخص لهذا الهرمون. واستنادا إلى تزايد القلق حول المخاطر المحتملة في كل مكان من التعرض ل"BPA"، وخاصة في الأطفال، أصدرت الحكومة الاتحادية الأمريكية مؤخرا تحذيرات للآباء عن عائلاتهم الذين من المرجح أن يواجهون مواد كيميائية. وفي دراسة سويسرية نشرت على الانترنت بتاريخ 11 يوليو في الكيمياء التحليلية أودع المؤلف المشارك كوني جروب، وهو كيميائي تحليلي مع السلطة الرسمية للرقابة الغذائية في كانتون زيورخ. ورقة بها مادة "BPA" على الأصابع الجافة، فيما لاحظ دخول مكونات "BPA" الدهنية أو شمعية إلى الجلد. وقال: "بعد ساعتين من عقد الأصابع الجافة، تسرب ما يقرب من 30 في المائة "BPA" و"لم يعد استخراجه ممكناً، كما ولا يمكن غسله." وأضاف: "الشيء المروع، عندما وضعت قليلا من الإيثانول (الكحول) على أصابعي المغطاة ب "BPA"، وبعد ساعتين كان قد اختفى فيه تماما، ومن المرجح أن يكون "BPA" اخترق بشدة في الجلد، وربما بقدر مجرى الدم." وبناء على هذه المعدلات الجديدة لانتقال "BPA" من الورق الحراري، والفريق السويسري يتوقع أن معظم الناس لن تحصل على أكثر من نحو 2.5 في المائة من المتحصل اليومي من "BPA" من معالجة من خلال استلام واحدة. وقالت الدراسات إن مادة "BPA" تعتبر من المواد الكيميائية الخطرة على الصحة العامة، وهي أصبحت منتشرة حالياً بشكل كبير في المنتجات الاستهلاكية، على الرغم من آثارها الصحية الضارة على البشر." وحملت الدراسات خبراً اعتبرته ساراً حيث توقفت بعض الشركات عن استخدام المواد الكيميائية في الإيصالات، بينما يبقى الرهان على المستهلكين أنفسهم في التعامل مع هذه المواد.