تناقلت وسائل الاعلام المختلفة المخاوف العلمية المتزايدة من سلامة وأمن المادة العلمية الكيميائية "البيسيفينول أ- BP A" وهي مادة كيميائية خطيرة وضارة على الطفل الرضيع، والتي تؤثر بشدة على البداية المبكرة لسن البلوغ كونها تحاكي عمل هرمون الاستروجين في الجسم. وهو الذي له علاقة بالنمو وتطور الجهاز التناسلي. البلاد التقت رئيسة قسم التثقيف التغذوي الاخصائية التغذوية بالادارة العامة للتغذية بوزارة الصحة بجدة لتحدثنا عن مخاطر قارورة الرضاعة البلاستيكية، وتأثيراتها الصحية على الطفل الرضيع، وأفضل الانواع والتي لا تضر بالرضع والتي قالت: مما لا شك فيه أن السؤال عن نوع قارورة الرضاعة التي ينصح باستخدامها للطفل يتبادر إلى ذهن غالبية الامهات حول أفضل القوارير البلاستيكية فائدة وأقل ضررا على اطفالهن الرضع، إلا أنه في حقيقة الأمر أقول بأن على الأم أن تدرك منذ البداية أن معظم قوارير الرضاعة البلاستيكية تدخل في صناعتها مادة البيسيفينول أ - وقد أفادت دراسات عديدة في هذا الصدد ومنها تقرير البرنامج الوطني الامريكي لعلوم التسمم أن الاطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي أكثر عرضة من غيرهم للمواد الكيميائية، وبالتالي للاصابة بالامراض نتيجة لقارورة الرضاعة البلاستيكية، وأضافت: وقد تساءلت بعض الامهات لماذا مادة البيسيفينول أ التي تدخل في صناعة القوارير البلاستيكية تسبب خطورة على صغارنا الرضع؟ والاجابة ان هذه المادة تنتقل إلى محتوى الغذاء بفعل الحرارة لينتهي بها الامر داخل الجسم، وقد يسبب ذلك في المستقبل ضعف الحيوانات المنوية عند الشباب وسن البلوغ المبكر عند الفتيات، فضلا على اضطرابات في السلوك، كما ربط ذلك بحدوث السرطان والعقم في الحيوانات والمخاطر المقلقة كانت على الأجنة، والاطفال الرضع، حيث كشف برنامج علم السموم الوطني في المعهد القومي للصحة في امريكا بالاستناد على التجارب الحيوانية ان التعرض لمستويات منخفضة من مادة BPA يمكن أن يسبب تغيرات في المخ وغدة البروستات، مما حدا بعض الجهات المختصة إلى مناقشة مخاطر المادة في هذه المنتجات الاستهلاكية وكيفية التعامل معها. أبحاث مستفيضة للتأكد وأوضحت البندري أبو نيان رئيسة التثقيف التغذوي بأن المنظمات الحكومية قللت من المخاوف الكبيرة من مادة BPA ولكن في الوقت نفسه اخذتها على محمل الجد ورصدت الامكانيات البشرية والمادية للبحث المستفيض في تأثيراتها الصحية، ووجهت رسائل الى المستهلكين بأفضل البدائل الممكنة خاصة لصحة الاطفال من الولادة وحتى عمر 18 شهراً لحمايتهم ، وبالمقابل هناك من المنظمات والجمعيات البيئية والصحية غير الحكومية التي ترى ان تأجيل اتخاذ قرار فوري لمنع هذه المادة يعرض حياة الكثيرين للخطر ويعتبر اهداراً للوقت والمال. أما الرأي الثالث والأخير هو لمنتجي البلاستيك فمع أنهم لا ينكرون توسع هذه المادة في الاطعمة والأشربة إلا أنهم لا يتفقون مع العلماء في التشكيك في أمن هذه المادة مبررين ذلك بأن المستويات التي تتسرب للغذاء أقل بكثير من مستوى الأمان التي وضعت من قبل الحماية البيئية. وبعد هذه الأقاويل المتفاوتة ما بين مؤيد ومتحفظ دعونا نتعرف على هذه المادة المثيرة للجدل. مادة البيسيفينول أ - واختصارها BPA هي مادة كيميائية صناعية تستخدم لصنع البلاستيك الصلب الذي يدخل في عدة منتجات مثل رضاعات الاطفال، عبوات ضغط الأغذية والماء الذي يعاد تعبئته، تغليف الأسطح الداخلية للأغذية المحفوظة، استعمالات طبية، أجهزة الكترونية، مستلزمات رياضية، مستلزمات الاسنان وغيرها. * التأثيرات الصحية لهذه المادة BPA من الدراسات المخبرية على الحيوانات وجد أن المستويات المنخفضة من المادة قد تؤثر على التطور والسلوك العصبي واوصت بدراسات اضافية محليا ودوليا. * تعرض الرضع والاطفال لخطر مادة BPA يتم التعرض عن طريق تسربها إلى الحليب الصناعي من العلبة أو من الرضاعة او من الحليب الذي بداخلها وكذلك من حافظات الماء لتحضير الرضعات. * إجراءات متخذة للحماية من خطر هذه المادة: ان المنظمات الكبيرة تخطط للبحث المتكامل وتتجه الأسواق الرئيسية فيها نحو ايقاف البيع العام للقناني المصنوعة من هذه المادة، وفي المملكة المتحدة يتابعون انتاج مواد خالية منها، وأول قرار أو أول من اتخذ قرار فعلي عن البيع كانت في كندا، وهذا مضمون ما صرح به وزير الصحة الذي اتجه لمنع بيع قناني الرضاعة المصنوعة منها، وانتاجها والاعلان عنها، وفي المملكة العربية- اطلقت العامة للغذاء والدواء تحذيرات لصحة الاطفال من خطر المادة في بلاستيكات رضاعاتهم الصغيرة. كيف نقلل من خطرها المحتمل * توضح البندري: هناك سبع طرق لذلك هي: أولاً: ان توصي المنظمات الصحية بالرضاعة الطبيعية الخالصة حتى عمر ستة اشهر بعدها تضاف الاغذية التكميلية بالتدرج للرضاعة ويفضل ان تكون طازجة ومعدة بالمنزل. ثانياً: عند اللجوء للرضاعة الصناعية يلتزم بالاستعمال الصحيح للرضاعات البلاستيكية حسب ارشادات المنتج. ثالثاً: لا يوضع ماء مغلي في القنينة لكونه يسمح بتسرب المادة ويختلط بالحليب. رابعاً: يبرد الماء المغلي قبل وضعه في حافظات الماء المعد للرضاعة. خامساً: تعقم القنينة حسب الارشادات ويمكن أن توضع القنينة في غسالة الاطباق وتترك لتبرد قبل الاستعمال. سادساً: يجب ألا تسخن القنينة بوضعها في الميكرويف فقد يتسبب في التسخين غير المتساوي للحليب وتعرض الطفل للحرق. سابعاً: التخلي عن القناني والعبوات القديمة المخدوشة او المتضررة بأي شكل. * كيف نعرف بأن قنينة الرضاعة تحتوي على هذه المادة؟ - هو بلاستيك صلب يمكن تلوينه يحمل الرمز "7" في قاع القنينة ويمكن أن يكتب لجانبه PC وإذا لم يكتب هذا الرمز لا سبيل للمعرفة إلا بالسؤال عن المنتج.