تراجع منسوب التفاؤل في لبنان بنتائج الزيارة المشتركة للعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس السوري، بشار الأسد، إذ ارتفعت حدة الخطاب السياسي من جديد، خاصة من قبل حزب الله، الذي يخشى تحقق سيناريوهات نقلتها تقارير دولية حول إمكانية توجيه الاتهام نحوه في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري. وجاء التعليق الأعنف من النائب عن الحزب، نواف الموسوي، الذي قال إن القرار الظني المرتقب هو "أحد تجليات محاولة القضاء على المقاومة" وقال إن لحزب الله الحق في "الدفاع عن نفسه بكل ما يراه مناسبا في مواجهة أي حملة تستهدفه في سمعته وسمعة مجاهديه." ونوه الموسوي ب"زيارات الأشقاء إلى لبنان" ولكنه أشار إلى أن "العبر تكون في النتائج التي ستخلص إليها المبادرات، والحكم على الزيارات والنتائج يكون فيما ستسفر عنه عمليا وواقعيا وفعليا لمعرفة عما اذا كانت المحكمة الدولية ستستمر كأداة لضرب المقاومة." ودعا الموسوي الأطراف العربية إلى "منع استخدام ما يسمى المحكمة الدولية كأداة لطعن لبنان،" مضيفاً أنه "لا يمكن لأحد أن يغل أيدي" حزب الله في الدفاع عن نفسه وعن لبنان، على حد تعبيره. من جانبه، قال مسؤول منطقة البقاع في حزب الله، محمد ياغي: "بعدما عجزوا من النيل من المقاومة بالحرب والتجسس يطلعون علينا بموضوع المحكمة الدولية.. ذلك أن هناك تركيبات يركبها الأميركي والإسرائيلي، فهذه المحكمة وراءها الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني." وردد ياغي مواقف الموسوي السابقة، وقال إن حزب الله يرحب بالمواقف العربية ولكنه يشدد على أنه "ليس ضعيفاً ولا يتوسل أحداً.. ومن يريد أن ينال من مقاومتنا وقيادتها يتحمل المسؤولية كاملة مهما علا كعبه وفي أي موقع كان،" وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية. أما مسؤول منطقة الجنوب في الحزب، فكان له بدوره مواقف مماثلة، أضاف خلالها أن حزب الله "سيقطع الطريق من أوله على أي فتنة،" دون أن يوضح تفاصيل ذلك أو الأسلوب الذي سيستخدمه الحزب الذي يخشى البعض أن يكرر ما فعله في مايو/أيار 2008، عندما سيطر بقوة السلاح على شوارع بيروت. وكان العاهل السعودي والرئيس السوري قد زارا بيروت الجمعة، في وقت يشهد فيه لبنان حالة من التوتر الداخلي، جراء توقع صدور قرار من المحكمة الدولية الناظرة باغتيال رئيس الحكومة السابق، رفيق الحريري، يشير بأصابع الاتهام لحزب الله. وتزامن ذلك مع انشغال الأوساط السياسية بما نقله التلفزيون الإسرائيلي عن عزم المحكمة الدولية توجيه الاتهام بقضية الحريري إلى القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، صهر قائد الجناح العسكري بالحزب، عماد مغنية، الذي اغتيل بدمشق عام 2008. وقالت القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستتهم بدر الدين، دون أن توضح مصدر الخبر، مشيرة إلى أن بدر الدين، يحمل الاسم الحركي "إلياس صعب" وكانت السلطات الكويتية قد اعتقلته في الثمانينات.