هل تعلمين أن نقص الكلسيوم في الجسم يؤدي إلى كسور في العظام ونوبات قلبية وأنواع من السرطان؟ لا تستخفي إذاً بمادة الكلسيوم وحاولي تزويد جسمك بالكميات التي يحتاج إليها كل يوم... يؤدي الكلسيوم دوراً أساسياً في صحة العظام، لكنه لا يكتفي بهذا فقط. فالكلسيوم يتيح انقسام الخلايا، وينظم انقباض العضلات وارتخاءها، ويساعد على خفقان القلب وحسن عمل الدماغ، ويؤدي دوراً مهماً في حركة البروتين والمواد المغذية داخل الخلايا، ويسيطر على ضغط الدم، وهو ضروري لتخثّر الدم. كما يحمي الكلسيوم من النوبات القلبية وبعض أنواع السرطان. نواجه في الوقت الحاضر نقصاً في مأخوذ الكلسيوم. لكن الجسم يحافظ على مستوى الكلسيوم في الدم بأي ثمن. فإذا كنت لا تأكلين كمية كافية من الأطعمة الغنية بالكلسيوم لإشباع احتياجاتك اليومية، يعمد الجسم إلى سلب الكلسيوم من عظامك. بالفعل، يستخدم الجسم عظامه بمثابة احتياطي للكلسيوم. فهو يأخذ الكلسيوم باستمرار من العظام ويمنحه للدم لضمان حسن عمل كل الوظائف الأساسية. حين تأكلين قطعة جبنة أو تشربين كوب حليب أو تتناولين مكمّل كلسيوم، يتم هضم الكلسيوم في المعي، حيث يحفز الفيتامين D امتصاصه. ينتقل الكلسيوم بعدها عبر الجسم في الدم ويتم ترسيبه في العظام وسحبه منها بشكل مستمر. يمكن تشبيه المسألة كما لو أنك تضعين كل يوم كمية كلسيوم بقيمة ألف دولار في عظامك وتسحبين في المقابل كلسيوم بقيمة ألف دولار. هكذا، تبقى العظام في حالة مستقرة، على رغم دخول الكلسيوم إليها وخروجه منها بانتظام. بهذه الطريقة، يضمن الجسم امتلاكه مصدراً دائماً من الكلسيوم. النقص الخطير يهمل العديد من الأشخاص مسألة نقص الكلسيوم في الجسم ويظنون أن الكلسيوم لم يعد ضرورياً لهم طالما أن تكوّن العظام توقف لديهم (تنتهي هذه العملية في عمر 30 عاماً). لكن إذا استمريت في الحصول على كمية غير كافية من الكلسيوم، يتأكّل هيكلك العظمي تدريجياً لتجدي في أحد الأيام أن عظمك انكسر بمجرد نهوضك من السرير. يقول الباحثون إنه إذا أضفت كوباً واحداً من الحليب وكوباً واحداً من اللبن كل يوم إلى طعامك، ومشيت أو مارست شكلاً من أشكال تمارين تحمل الوزن لمدة 30 دقيقة كل يوم، تخففين احتمال تعرضك لكسور العظام نتيجة ترقق العظام. وبما أن الفيتامين D يؤدي دوراً في امتصاص الجسم للكلسيوم، من الضروري استهلاك كمية كافية منه أيضاً. إذا كنت تشربين الحليب بانتظام، تحصلين بلا شك على كمية كافية من هذا الفيتامين لأن الأنواع الجديدة من الفيتامين معززة به. كما ينتج جسمك الفيتامين D عند تعرضه لأشعة الشمس، ولذلك احرصي على تعريض وجهك ويديك للشمس 15 إلى 30 دقيقة، مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً. لكن إذا كنت لا تشربين الحليب ولا تتعرضين للشمس أبداً، عليك تناول الفيتامينات المتعددة المشتملة على الفيتامين D. لكن لا تستعملي أبداً مكملات لهذا الفيتامين لوحده إلا إذا استشرت الطبيب لأن الكثير من الفيتامين D قد يكون ساماً. معتقدات خاطئة «الحليب مصدر فقير للكلسيوم». خطأ! يعتقد البعض أن الحليب ليس طريقة جيدة للحصول على الكلسيوم لأن البروتين الموجود فيه ينقل الكلسيوم إلى البول. لكن الحقيقة أن الجسم يعالج الأحماض الأمينية الكبريتية في البروتين ويطلق الحمض الكبريتي. وهذا الحمض، الذي يتم إفرازه في البول، يأخذ الكلسيوم معه. لذا، فإن تأثيره في العظام ضئيل جداً. وإذا حصلت على كمية كافية من الكلسيوم من غذائك، يمكنك التعويض عن هذه الخسارة. «القهوة تستنزف الكلسيوم». خطأ! حذرت التقارير السابقة من أن شرب القهوة المشتملة على الكافين يسلب الكلسيوم من العظام. إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن مقدار الكلسيوم الموجود في الحليب المضاف إلى القهوة كفيل بالتعويض عن مقدار الكلسيوم الضئيل الذي استنزفه الكافين. «الكلسيوم يسبب حصى الكلى». خطأ! كان يُطلب في الماضي من الأشخاص المعرضين لحصى الكلى أن يخففوا من مأخوذ الكلسيوم لأن حصى الكلى تتألف من أملاح الكلسيوم. إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الكلسيوم الآتي من الطعام يخفف فعلياً خطر تكوّن الحصى في الكلى. وأخيراً، تبقى رسالة بسيطة ومهمة بشأن الكلسيوم. تأكدي من حصولك على الكمية الكافية منه كل يوم. لا حاجة إلى إحصاء الميلغرامات الموجودة في كل لقمة تدخل إلى فمك، لكن أكثري عموماً من تناول الأطعمة الغنية بالكلسيوم. ولضمان بقاء الكلسيوم الذي تحصلين عليه داخل جسمك، إحصلي على كمية كافية من الفيتامين D عبر الشمس أو قرص متعدد الفيتامينات... تجدر الإشارة إلى أن الحليب، واللبن، والجبنة السويسرية، وعصير الفاكهة المعزز بالكلسيوم، والسردين مع حسكه، والبروكولي، واللوبياء والبرتقال هي من أبرز الأطعمة الغنية بالكلسيوم. مصادر جيدة للكلسيوم على رغم عدم تحديد الأطباء والعلماء للكمية المثالية من الكلسيوم الواجب الحصول عليها كل يوم، يجمع العديد منهم على ضرورة الحصول على 1200 ملغ من الكلسيوم كل يوم، خصوصاً إذا تجاوزت الخمسين عاماً. ولعل مشتقات الحليب هي المصدر الأغنى والأسهل للكلسيوم. إذا كنت لا تحبين شرب الحليب لوحده، ضعيه في الخلاط الكهربائي مع الفاكهة المتنوعة لإعداد كوكتيل لذيذ ومغذٍ. كما يمكنك إضافة الحليب إلى الصلصات وأنواع الحساء مع الإشارة إلى أن ربع كوب واحد من الحليب المجفف يزود الجسم بنحو 375 ملغ من الكلسيوم. إلا أنك تستطيعين الحصول على الكلسيوم من أطعمة أخرى أيضاً مثل التوفو، والخضار ذات الأوراق الخضراء، وأنواع عصير الفاكهة المعززة بالكلسيوم، والسردين المعلّب، والسلمون المعلّب مع حسكه. حتى الجزر والبازيلا يحتويان على الكلسيوم.